أكد عضو الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية سمير النشار لـ”السورية نت” أن هناك “دعوات داخل الائتلاف لفصل العضو سليمان الحراكي من الائتلاف وذلك رداً على التصريحات التي أدلى بها في تعليقه على المجزرة التي وقعت في قرية المبعوجة بريف حماه على يد عناصر داعش (ما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية)”.
وأوضح النشار أن الدعوات داخل الائتلاف من قبل بعض الأعضاء تطالب بتجميد عضوية “الحراكي” مؤقتاً إلى حين عقد الهيئة العامة للائتلاف اجتماعها المقبل، لأنها الجهة الوحيدة صاحبة القرار في البت بقرار فصل “الحراكي”.
وكان “تنظيم الدولة” قد اقتحم قرية المبعوجة بريف حماه في 30 مارس/ آذار الماضي، وقتل العشرات من المدنيين بينهم نساء وأطفال وشيوخ، وفيما لم يجري التوصل إلى حصيلة نهائية لأعداد الضحايا إلا أن مصادر المعارضة تشير إلى سقوط نحو 40 شخصاً حتى الآن، فيما ما يزال مصير عشرات آخرين مجهول.
عضو الائتلاف الوطني “الحراكي” وبعيد وقوع المجزرة أعلن في صفحته على موقع “فيسبوك” تأييده لاقتحام “تنظيم الدولة” لقرية المبعوجة وقال في منشوره: “يتباكى البعض بكل وقاحة على قرية المبعوجة النصيرية التي تم اقتحامها على يد تنظيم الدولة، والله لو اقتحموا القرداحة وسحلب لتباكوا على هذه الأوكار. أضحى النفاق والكذب ديناً عند من يدعي المعارضة”.
وأثارت تصريحات “الحراكي” موجة من السخط والانتقادات التي وجهت إلى الائتلاف، وكان من بينها الرسالة التي توجهت بها “تنسيقية مدينة سلمية” إلى الائتلاف تندد فيها بتصريحات “الحراكي”، كما طالبت الائتلاف باتخاذ موقف من “الحراكي” ينسجم مع ما ورد في وثائقه وأدبياته المعلنة.
وفي هذا السياق، أكد النشار لـ”السورية نت” أن رئيس الائتلاف خالد خوجة بعث رسالة “تنسيقية مدينة سلمية” إلى أعضاء الائتلاف لأخذ الرأي بشأن التصرف نحو تصريحات “الحراكي”، وأضاف أن أعضاء الائتلاف على اختلاف انتماءاتهم السياسية والطائفية ينددون ليس فقط بجريمة “تنظيم الدولة” بل بتصريحات “الحراكي” كونه عضو في الائتلاف ألحق بالأخير سمعة سيئة مع تأييده للمجزرة التي ارتكبها “تنظيم الدولة” في قرية المبعوجة.
ولفت النشار إلى أنه من الضروري أن يتخذ الائتلاف موقفاً حاسما وواضحاً “اتجاه الأصوات المشابهة لصوت الحراكي سواء في الائتلاف أو في قوى المعارضة”، مشدداً على أن الثورة السورية “ثورة كل الشعب السوري وهي ذات طابع مدني وتعنى بإيجاد المشروع الوطني لسورية المؤلف من كل مكونات الشعب السوري سواءً القومية أو الطائفية أو المذهبية”.
وفي تعليقه على المجزرة في قرية المبعوجة، قال النشار إنها “جرمة جديدة تضاف إلى جرائم داعش”، موضحاً أنه اتصل مع أناس داخل السلمية وحدثوا عن عمليات حرق وذبح تعرض لها سكان المبعوجة”، لافتاً إلى أن النظام تخلى عن هؤلاء ولم تتحرك عناصره لحمايتهم من قبل تنظيم الدولة.
مصادر من داخل مدينة السلمية، أكدت لـ”السورية نت” تهاون النظام مع تقدم “تنظيم الدولة” من قرية المبعوجة، وذكر أحد السكان طالباً عدم الكشف عن هويته لأسباب أمنية، أن قوات النظام كانت على علم بتقدم “تنظيم الدولة” نحو المبعوجة، وقال إن “تلك القوات لم تتحرك على الرغم من أن المبعوجة لا تبعد عن السلمية سوى 20 دقيقة، وعن منطقة صبورة 5 دقائق عن منطقة عقارب 3 دقائق، وهذه المناطق تتواجد فيها قوات ودبابات تابعة للنظام”.
وأضاف المصدر أن عناصر المخابرات الجوية منعوا سكان المناطق المجاورة لـ المبعوجة بالدخول إليها لمؤازرة السكان، فيما وصلت قوات النظام إلى القرية بعد ساعة ونصف من الهجوم.
من جانبه أكد أحد الناشطين في “تنسيقية مدينة سلمية” (التي أرسلت الرسالة للائتلاف) لـ”السورية نت” طالباً عدم الكشف عن هويته، أن النسبة الغالبة من الضحايا الذين قتلهم “تنظيم الدولة” كانوا من عائلات سنية، فيما ذكر بعض الناجين من المجزرة أنهم سمعوا تعميماً على القضبات اللاسلكية أوامر بقتل الجميع سواءً أكانوا (سنة، أو علويون، أو إسماعيليون).