جهان مضحي الشيخ – المركز الصحفي السوري
ما كل من حمل اللواء بقائد، ولا كل من ربى الشوارب بفارس، أنامل حنان لامست أفئدة الشعوب المستضعفة، تسللت إليها كذاك النسم الذي انساب لينعش مهجا” ضاقت بأصحابها ذرعا”؛ جراء ما لقيت من ظلم حكامها في ظل صمت مخز لأصحاب العمائم الذين عمت بصائرهم وصمت آذانهم إلا عن جشع وتصفيق وتصفير وتصدية لصناع الموت والإجرام.
أنامل حنان امتدت لتعزف على أوتار الأمل من قبل رجل آثر زرع الأمل في قلوب من انتفضوا في وجع ظلامهم ؛ إنه ( رجــب طيب أردوغــــان ) بائع الكعك في شوارع استنبول … هذا الرجل الفارس الفذ الذي انبرى معلنا” بأعلى صوته أن المآذن هي حرابنا ..و القباب خوذتنا … وأن المساجد هي ثكناتنا والمصلون جنودنا … وجيش المقدس يحمي ديننا .
نعم … من بائع كعك وليموناضة … من طفل متواضع بسيط … إلى رئيس حمل راية الإسلام في طيات قلبه وفكره وضميره معانقا” ساريتها ورافعا” إياها لإعلاء صوت الحق الذي لطالما خفت في زمن الصمت والتخاذل…صاحب المواقف الفذة الذي نادى لرفع الظلم والحيف عن عاتق الشعوب المضطهدة والمذلة من قبل حكامها الأسافل وإننا إذا ما أردنا الولوج في صفحات مواقفه العظيمة فإننا سنبخس الرجل حقه في إعطائه حقه من الثناء والإعجاب والتقدير لاسيما وأن مواقفه المشرفة قد فاقت العد والوصف وإنني لألتمس نفحات روحية دعتني للنظر إلى بعض منها عن كثب إذ تجلى أولاها من خلال رؤيتي لذلك الموقف في منتدى ( دافوس بسويسرا ) ليوم ٢٩ / ١ / ٢٠٠٩ حينما كان يندد فيه بالممارسات الإسرائيلية حيال الشعب الفلسطيني البطل الصامد.
ومالقيه من ظلم وعدوان على مرأى من العالم بعامة والحكام العرب بخاصة وصت صمت عربي مخزي وانسحابه من الجلسة بعد مقاطعة ( شيمون بيرز ) له أكثر من مرة أمام تجاهل أحمق من قبل إدارة الجلسة ومن فيها هذا ما حذا بي إلى التأكد من أن ( أردوغان ) يمتلك كيمياء عظيمة تربطه بالشعوب الإسلامية بعامة والعرب بخاصة فهو من قال { إن العالم من دون العرب لامعنى له … ) أجل ميوله الأيدولوجية واضحة كعين الشمس لنصرة الحق والمظلومين ؛ فقد كان من المناصرين الأوائل لنضال الشعب الصومالي لمناهضة الفقر وهو الذي دعى إلى كل سبل الحوار لحل الخلافات بين الإخوة في لبنان وهو الذي نادى بأعلى صوته لنصرة المسلمين في ( مينمار ) إذ يحرقون وهم أحياء فقط لنطقهم بالشهادتين ودعوته للحفاظ على حياتهم وإبقائهم في بلادهم .
هو من سعى بقلبه وبفكره لإرساء دعائم الأمن في ( أفعانستان ) حينما قال : لا يمكن لتركيا أن تقف موقف المتفرج من معاناة بعض الدول …. ولا يمكننا أن نخيب آمال الشعوب الإسلامية التي وثقت بنا … هذا البطل الإسلامي وبكل ما تعنيه الكلمة من معاني البطولة، هذا الفارس الذي لايشق له غبار حينما يعزم …. فهو الذي لأتثنى عزيمته معامع الثرثرة والتخاذل فهو ما كان يوما” كهؤلاء الذين تصيدوا في الماء العكر فهو الذي بدأ بحق برسم خارطة لنصرة الحق وعون المظلومين والمستضعفين في خضم ثرثرات وتقولات المحاور الإقليمية عن سياساته الظاهرة والباطنة و لا يمكنا أن ننسى بائع الكعك العظيم وقف وقفة عز حيال الشعب السوري الذي تسور شرفات العز بانتفاضته وثورته المباركة على نظامه المجرم المتستر تحت ظلال العروبة لقد استطاع هذا الطيب أن يحطم كل المنظورات ذات الأفق الضيق الناظرة لطبيعة العلاقات السورية التركية وذلك باحتضانه لأكثر من مليون نازح سوري بصدر رحب ونفس طيبة أخذت من اسمه النصيب الكبير.
فباسمي وباسم الشعب السوري العظيم المكافح أقدم تحية إكبار وامتنان لذلك الرجل الكريم لاحتضانه كل سوري لجأ إلى بلاده وتأمين الرعاية لهم على الصعد كافة” ( صحية .. تعليمية .. دينية)
نعم …. لقد استحق هذا الفارس بجدارة الجائزة العالمية لخدمة العالم الإسلامي إذ نالها بشرف من قبل العاهل السعودي الملك (فيصل) لا عجب …. لا عجب ….. فكيمياء الرجل كيمياء إسلامية بامتياز ارتكزت إلى منبع إيديولوجي إسلامي وسطي قويم يسعى إلى تحقيق العدل ونصرة الحق ونصرة دين الإسلام وإعلاء رايته … لطالما حاولت أيدي التحريف والإجرام الحاقدة التسلل إلى هذا الدين الحنيف العظيم ….دين الإسلام … دين الله … دين خير البرية سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ترى ……….؟؟؟ هل ينجح ( أردوغان ) في جعل تركيا مركزا ” للحكم الإسلامي في العصر الحديث ؟ دعواتي لكم أحبتي بقراءة شخص (أردوغان ) عن كثب والحكم لكم … والله ولي المنصفين.