غازي عنتاب/ كرم كوجالار/ الأناضول
بعد 4 أشهر من بدء عملية “درع الفرات” التي أطلقتها وحدات من القوات الخاصة في الجيش التركي، بالتنسيق مع القوات الجوية للتحالف الدولي، فجر 24 أغسطس/آب الماضي في مدينة جرابلس، عادت حياة سكان المناطق التي تم تحريرها من سيطرة المنظمات الإرهابية إلى طبيعتها.
ففي نفس يوم بدء العملية تمكن الجيش السوري الحر مدعوما من الجيش التركي وقوات التحالف الدولي، من دخول مدينة جرابلس وتحريرها من سيطرة تنظيم “داعش” الإرهابي.
وتم في إطار العملية تحرير حوالي ألف و900 كيلومترا مربعا، تضم 225 منطقة سكنية، في الخط الواصل بين إعزاز وجرابلس شمالي سوريا من المنظمات الإرهابية، كما تم تحرير بلدة الراعي (جوبان باي) من سيطرة “داعش”، وتهدف العملية حاليا لتحرير مدينة الباب.
وبعد تحرير جرابلس انهالت المساعدات التركية على المدينة لإعادة الحياة بها إلى طبيعتها، حيث أدخلت بلدية غازي عنتاب التركية مياه الشرب إلى جرابلس خلال أسبوع من تحريرها، كما تم توصيل الكهرباء إلى مركز المدينة بعد 5 أيام من التحرير.
وفتحت المدارس في المدينة أبوابها للمرة الأولى منذ ثلاث سنوات، وذلك بعد إصلاح الأضرار التي تسببت بها الاشتباكات.
وفي المجال الصحي، افتتحت وزارة الصحة التركية مستشفى في جرابلس يضم وحدات عناية مركزة، وخدمة طوارئ، وعيادات خارجية، وأصبح قبلة المحتاجين للرعاية الصحية في جرابلس والمناطق المحيطة بها.
وأصبحت جرابلس ملاذا آمنا للمدنيين من المناطق المجاورة، كما عاد إليها عدد كبير من السوريين الذي لجأوا إلى تركيا هربا من الحرب، وفي حين كان عدد سكان المدينة قبل الأزمة السورية حوالي 30 ألفا تراجع خلال سيطرة “داعش” عليها إلى حوالي 3500، وبعد تحريرها من سيطرة التنظيم ارتفع عدد سكانها ليصل إلى حوالي 35 ألف شخص.
ومع الزيادة المضطردة في عدد سكان المدينة عادت المحال التجارية لتفتح أبوابها، ليحفل السوق بمحال الملابس والمطاعم والمخابز وغيرها، وأخيرا شهد سوق المدينة افتتاح محل للمجوهرات.
وقال صاحب المحل مسلم علي، لمراسل الأناضول، إنه قرر أن يعود إلى مهنته الأصلية بعد عودته إلى جرابلس قبل 3 أشهر، وهكذا افتتح محلا للمجوهرات.
وأضاف علي “الحمد لله العمل يجري بشكل جيد، نحن راضون عن المبيعات. العودة إلى وطننا في حد ذاتها تكفي بالنسبة لنا”.
وقال رئيس المجلس المحلي في جرابلس محمد حبش، في تصريح للأناضول، إن جرابلس مستمرة في استقبال الوافدين عليها منذ تحريرها، حيث فتحت أبوابها للمظلومين، ولمن يشعرون بالشوق لوطنهم، ولمن عانوا من المنظمات الإرهابية.
وعن طبيعة الحياة في المدينة حاليا، قال حبش إن السكان يعيشون بأمان وطمأنينة وسعادة في وطنهم، مؤكدا أن الأمن هو النقطة الأهم بالنسبة للسكان، حيث أن معاناتهم السابقة كانت بسب عدم توفر الأمن.
وتحدث حبش عن الدور الكبير لتركيا والجيش التركي في الوصول بجرابلس إلى وضعها الحالي، موجها الشكر لكل من أسهم في تحرير المدينة.
المصدر:وكالة الأناضول