موقع اتحاد الديمقراطيين السوريين
المحافظة التي تقع جنوب سوريا على حدودها مع المملكة الهاشمية
( الأردن ) تبلغ مساحتها 3730 كم2 حيث تكون الكثافة السكانية 267 نسمة لل كم2
وهي عبارة عن سهل يسمى بسهل حوران وهو الاسم القديم للمحافظة هذا السهل الخصب الذي اعتمد عليه الرومان في الزراعة وسمي في زمنهم مملكة اهراء لخصوبته . سهل حوران الذي يغطي حاجة سوريا من القمح تقريباَ ويحتل المرتبة الأولى في انتاج البندورة والخضراوات بشكل عام
بصرى خاصرة درعا حيث سكن الغساسنة وبنى الرومان مسرحها والقلعة والمدينة القديمة ولم يقف التاريخ هناك حيث امتد الى القصة التي تحكى عن ناقة الرسول محمد (ص) وأين وقفت وعن المسجد العمري الذي يقال أنه ثاني مسجد من حيث تاريخ البناء
تقسم درعا الى ثلاثة مناطق الصنمين . ازرع . ودرعا البلد فيها العديد من المدن جاسم . نمر . انخل. كفر شمس . الصنمين . الشيخ مسكين . الحراك . داعل . ابطع .والطيبة . الغازية الغربية . طفس . خربة الغزالة .دير بخت . دير العدس . الغازية الشرقية . صيدا . وبصرى الشام . شلالات تل شهاب . شلالات زيزون .. وغيرها
هذه المدن التي مر عليها الكثير من الشخصيات المهمة مثل ابن قيم الجوزية . والعز ابن عبد السلام . الامام النووي . ابن كثير . أبو تمام . شيخ مشايخ انخل علي عيد . عدنان الرفاعي ……
كما تضم العديد من العائلات مثل
عائلة المصري : أكبر عائلات حوران وأعرقهم ويكثر تواجدهم في ( خربة الغزالة . عتمان . داعل . بصرى والكثير من قرى حوران ) ولها أثار في المتحف تعود الى 1000 سنة
عائلة الرفاعي: وهي من أعرق وأكبر العائلات في حوران ويعود أصلهم الى العترة النبوية الشريفة ويتواجدون في العديد من القرى والمحافظات
عائلة الحريري: وهم أكبر العائلات ويتواجدون في العديد من القرى كالحراك وبصرى الحرير وداعل وابطع وصيدا وكحيل.الزعبي: من أكبر عائلات حوران ويكثر تواجدهم في المسيفرة والطيبة.
المقداد: ينسبون الى الصحابي المقداد بن الأسود الكندي ويتواجدون في قرى بصرى الشام ، معربة، وغصم.
المحاميد، المسالمة، أبازيد، أبو نبوت : ويتواجدون في مدينة درعا.
الخطيب: الهنداوي، الخصاونة، ، الجوابرة، الكراد، الخوالدة وغيرهم.
العيشات: من أصل عنزي وقد هاجر أهلها من مدينة الجوف السعودية إلى حلب ودرعا في سورية كما توجد أقلية صغيرة جدا في الأردن
العميان: من أصل شمري وقد هاجر أهلها من مدينة حائل في السعودية إلى درعا في سورية ويوجد نسبة ضئيلة منهم بالأردن.
الصمادية : ينتسبون إلى (الحسين بن علي بن ابي طالب رضى الله عنه), ولديهم حجة نسب مؤرخة في ربيع الاول عام 945هـ وموطنهم الاصلي قرية صماد جبوب درعا
النعمات : ويقطنون في قرية منكت الحطب وهم من العترة المحمدية الشريفة (السادة الرفاعية) وينتهي نسبهم إلى الحسين السبط رضي الله عنه
درعا شرارة الثورة :
بتاريخ 9 آذارمارس عام 2011 أقدم المدعو العميد عاطف نجيب رئيس المخابرات السياسية في درعا على اعتقال مجموعة من الأطفال أعمارهم تتراوح مابين ( 8 – 11 عاما ) المتأثرين بحركة الربيع العربي بكتابة شعارات مُناهضة للنظام على جدران مدرستهم .. فعذبهم عذابا جنونيا لا يتصوره عقل ولا يعرف له مثيل بتاريخ البشر ( حرق أجسادهم بالنار واقتلع أظافرهم … ) … مما جن له جنون أهاليهم وذويهم وكل أهل حوران .. واستقبل المدعو ( عاطف نجيب ) وفدا من وجهاء درعا وذوي الأطفال وعندما أعربوا له عن احتجاجهم لما أصاب أطفالهم ردهم ردا قبيحا نال به من كرامتهم وأعراض نسائهم .. مما استثارهم وأغضبهم أشد الغضب واحتد الموقف بينه وبينهم .. وخرجوا وهم على أشد حال من الغضب والتوتر .. وتناقل الناس ما قاله القذر عاطف نجيب بحق أعراضهم
فتجمع الأهالي على مدار الأيام من 10 آذارمارس إلى 17 آذار مارس عام 2011 من درعا ومن غيرها من مدن حوران وقراها في مدينة درعا احتجاجا على سفاهات وتصرفات رئيس المخابرات الأرعن وأخذوا يرددون ( يا نجيب بدنا نسيك الحليب ) .. فرد عليهم بهجوم عسكري مدعم بطائرات مروحية حيث سقط شهداء وجرحى واعتقل العشرات من الرجال والنساء مما ضاعف الحال سوءا وتوترا
بتاريخ 18 آذارمارس عام 2011 اعتصم الناس في المسجد العمري الكبير في وسط مدينة درعا القديمة .. فقام المدعو ( عاطف نجيب ) بأمر وحدات عسكرية فطوقت المسجد وأخذت تطلق الرصاص بشكل عشوائي ثم اقتحمت المسجد تحت حماية طائرات مروحية تحلق فوق المسجد .. وتطلق الرصاص على المعتصمين العزل فسقط عدد من الشهداء .. وتحولت ساحة المسجد والشوارع المحيطة به إلى ساحات قتال مما كان من أهل حوران وغيرهم من السوريين ينتظرون مشاهدته في الجولان .. وأخذ الأهالي يرددون ويخاطبون الجنود والضباط بلهجتهم المحلية قائلين : ( يالربع ترى الجولان مغرب مو هون هاذي درعا هاذي حوران وين رايحين تراكم غلطانين ) .. ( يالربع حنا أهلكم .. إسرائيل وراكم في الغرب .. أنتم تقاتلون أهل حوران أهلكم وعزوتكم ) . ولكن دون جدوى واستمر الأمر على مدار الأيام من 19 آذار/مارس إلى 25 آذار/مارس عام 2011 حيث اندلعت ثورة عارمة عمت حوران قاطبة.. وبدأت الحشود تتجه إلى درعا مرددين شعارهم العشائري ( الموت ولا المذلة ) .. ( يا درعا حنا معاكي للموت ) وذلك تعبيرا عن نجدتهم لأهلم من مجزرة المجرم ( عاطف نجيب ) .. وكل ذلك يجري والدولة والمسؤولين جميعا يلوذون بالصمت الرهيب وكأن الأمر لا يعنيهم أو أنه مدروس ومدبر ..
بتاريخ 21 آذار/مارس عام 2011 تحت الضغط الشديد المُتزايد من شيوخ ووجهاء وأهالي محافظة درعا .. أجبر بشار الأسد على إقالة مُحافظ منطقة درعا فيصل كلثوم .. إلا أن الاحتجاجات استمرت وأحرق المتظاهرون مقر حزب البعث السوري في المُحافظة ومبنيين آخرين لشركتي اتصالات سيرياتل وإم.تي.إن جروب .. كما أطلقت السلطات السورية سراح عدد من السجناء كانوا قد اعتقلوا في مُظاهرات “جمعة الغضب” كمُحاولة أخرى لتخفيف السخط الشعبي عليها
بتاريخ 27 آذار/مارس عام 2011 عقد عدد من وجهاء حوران لقاءا سريا وتدارسوا به الأمر وانتهوا إلى أن الأمر خطير وربما يتطور إلى ماهو أخطر .. لذا لابد من أخذ الحيطة لما هو أسوأ .. وشكلوا لجنة متابعة ومراقبة للوضع .. وبالفعل أخذ الوضع يتدهور بشكل سريع وقد تناقلت الصحف المحلية والعالمية جانبا كبيرا من حقائقه بعد تفاقم الأزمة، وازدياد المظاهرات والاحتجاجات في حوران أصبح الضغط شديد على شيخها ناصر محمد خير بيك الحريري … عندها وجه رسالة صوتية عبر مكالمة هاتفية مع قناة العربية حمل فيها الأمن السوري المسؤولية الكاملة عن المجازر التي تحدث في حوران… ثم وجه رسالة إلى بشار الأسد ناشده فيها بالتدخل شخصيا لايقاف حمام الدم حسب وصفه
بتاريخ 21 أبريل/نيسان عام 2011 اعتقلت المخابرات الشيخ محمد عبدالعزيز أبازيد وفرضت الاقامة الجبرية على الشيخ أحمد الصياصنة ، واعتقلت الشيخ رزق عبدالرحيم أبازيد ، وعدد من خطباء المساجد والوجهاء .
بتاريخ 22 أبريل/نيسان عام 2011 بدأ ممثلوا حوران يعلنون انسحابهم من مجلس الشعب السوري احتجاجا عما يحدث من تقتيل وتشنيع بأهلهم أبناء حوران .. وكان الانسحاب على الترتيب التالي :
الشيخ ناصر محمد خير بيك الحريري( شيخ مشايخ اَل الحريري) الشيخ المهندس خليل بن إبراهيم الرفاعي ( شيخ آل الرفاعي في حوران)
الشيخ يوسف محمد أبو رومية ( شيخ مشايخ آل السعدي في حوران)
الشيخ يمان المقداد ( شيخ آل المقداد في حوران)
بتاريخ 22 أبريل/نيسان عام 2011 انسحب عدد من مسؤولي محافظة درعا من وظائفهم الرسمية تأييدا لموقف ممثلي حوران في مجلس الشعب ومنهم:
الشيخ أحمد الصياصنة كبير الدعاة وخطيب المسجد العمري الكبير
الشيخ محمد عبدالعزيز أبازيد كبير الوعاظ في درعا
الشيخ رزق عبدالرحيم أبازيد ( مفتي درعا)
الأستاذ عمار الشحادات ( مدير أوقاف درعا)
الأستاذ فيصل الهيمد ( نائب رئيس غرفة تجارة درعا)
فرض الإقامة الجبرية على الشيخ ناصر الحريري – شيخ مشايخ حوران
بتاريخ 23 أبريل/نيسان عام 2011 طوقت وحدة عسكرية بالدبابات منزل الشيخ ناصر محمد خير بيك الحريري في مدينة الشيخ مسكين .. وفرضت عليه الإقامة الجبرية
ثارت ثائرة عشائر حوران انتصاراً لقياداتهم ومشايخهم .. ولبسوا أكفانهم وخرجوا يهتفون ( الموت ولا المذلة )..وجاءتهم النصرة .. فقد توافد الاف من القرى والبلدات المحيطة بمدينة درعا وهم يرددون شعارات مثل “الشعب يريد اسقاط النظام” و”سورية حرة حرة بشار اطلع برا”. كما جاءتهم النصرة أيضا من بانياس واللاذقية ثم من البيّاضة ودوما.. وهكذا تفجر الوضع وانبثقت الثورة.
بتاريخ 24 أبريل/نيسان عام 2011 اجتمعت لجنة المتابعة من القيادات الحورانية وبعد التشاور بينهم وبين عدد من الوجهاء والقيادات الدينية والاجتماعية من أهل دمشق وريفها ومن أهالي بعض المحافظات قرروا تشكيل مجلس للثورة تحت مسمى ( المجلس الأعلى للثورة السورية )..وأصدروا بياناً حول نهج وتوجهات ثورتهم..وبدأ المجلس يمارس مهامه في تسيير شؤون الثورة ويصدر بيانات متتالية عن الثورة
بتاريخ 4 مايو/أيار عام 2011 قامت قوات الأمن السورية بفرض حصار على محافظة درعا ومنع الدخول والخروج منها وقطع الكهرباء ، والهواتف ، والماء ، والدواء .. وقامت بحملة اعتقالات واسعة وتفتيش ونهب للمنازل… فتظاهر الآلاف في عدة مدن سورية دعما لأهلهم في محافظة درعا للمطالبة بفك الحصار الجائر الذي تفرضه قوات الأمن عليهم .. ودعمهم وتأكيدهم الاستمرار في الاحتجاج على نظام بشار الأسد ، في حين واصلت السلطات تنفيذ حملة اعتقالات واسعة شملت نحو ألف شخص وفقا لمنظمات حقوقية
بتاريخ 28 مايو/أيار عام 2011 بعد محاصرة الأمن السوري، والجيش لمنطقة حوران وجه الشيخ ناصر الحريري – شيخ مشايخ حوران نداء استغاثة للمجتمع الدولي
بتاريخ 30 يناير/كانون الثاني عام 2012 الشيخ أحمد الصياصنة آمام وخطيب المسجد العمري يصل إلى الأراضي الأردنية هو وزوجته وبناته الثلاثة بعد فرارهم من الشبيحة بمساعدة ومساندة من الجيش السوري الحر والثوار
بتاريخ 23 أغسطس/آب عام 2012 خروج الشيخ ناصر الحريري من سورية ووصوله إلى الأراضي الأردنية وافلاته من الإقامة الجبرية .. حيث أكد وزير الدولة لشؤون الإعلام والناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية سميح معايطة .. وصول النائب الشيخ ناصر محمد خير بيك الحريري برفقة عائلته المكونة من ثمانية وثلاثون فردا .. وبرفقتهم ثمانية وستون شخصا آخرين إلى الأردن مساء اليوم الخميس .. بعد إفلاته من الاقامة الجبرية التي فرضتها عليه الحكومة السورية .. حيث قامت عناصر من الجيش الحر بتسهيل عملية هروبه إلى الأردن ووصوله إلى منطقة الرمثة الحدودية .. وكشفت مصادر في “الجيش السوري الحر” لشبكة سي ان ان العربية .. أن عملية تأمين وصول عضو مجلس الشعب السوري المنشق الشيخ ناصر الحريري إلى الأراضي الأردنية استغرقت ثلاثة أيام .. فيما بدأ التخطيط لها قبل 15 يوماً .. وأوضح القائد العسكري في الجيش السوري الحر : ( استطعنا سحبه من دمشق باتجاه منطقة آمنة في الأراضي السورية .. ضمن المرحلة الأولى .. ومن ثم تم نقله إلى قرية حدودية جنوب سوريا ، ومن ثم إلى الأراضي الأردنية .. بينما كان يتم نقل أفراد عائلته بالتوازي من قرية الشيخ مسكين باتجاه الحدود الأردنية ) .. وأكد القيادي بالجيش السوري الحر أن السلطات الأردنية عبر الحدودية الشمالية للأردن استقبلت الشيخ ناصر الحريري بحضور شخصية أمنية أردنية رفيعة
بتاريخ 24 أغسطس/آب عام 2012 أصدر الشيخ ناصر الحريري نائب رئيس المجلس الأعلى للثورة السورية البيان تحت عنوان ( لماذا خرجت .. ؟ ) أكد فيه أن خروجه من سورية أتى نتيجة مخاوف على حياته وشدة المخاطر التي تحوم حوله مما دفع أعضاء المجلس الأعلى للثورة السورية للاصرار على لجوءه للأردن .. وقال الحريري ” كم كنت حزيناً متألماً وأنا أغادر أرض سورية الحبيبة ولقد ذرفت عيني وأنا اتذكر قولة الحبيب المصطفى سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام وهو يغادر مكة المكرمة ( والله لولم يخرجني اهلك منك ما خرجت) .. وأضاف إنه لأحب إلى قلبي أن أبقى بين أهلي أشاطرهم نعمة حلاوة الجهاد وأجر الانتظار بين يدي مراد الله تعالى لنيل إحدى الحسنين النصر أو الشهادة في سبيله سبحانه وفي سبيل تحرير العباد والبلاد من سطوة الطغاة البغاة المحتلين من عصابة آل الوحش وحلفائهم من غزاة مجرمي الحرس الثوري الإيراني وقتلة ما يسمى حزب الله ووحوش ما يُدعى جيش المهدي وغيرهم.
حتى الآن لاتزال درعا منارة للثورة والثوار صامدة مع أهلها في وجه الطغيان تخرج كل يوم بطل يرسم مستقبل سوريا ويكتب تاريخها بدمه
بقلم مها غزال