عام ليس كباقي الأعوام الذي مر على سكان محافظة درعا الواقعة جنوب البلاد والمتصلة حدودياً مع الأردن و قد أصبح موطناً جديداً لأكثر من نصف مليون سوري، و كان لتلك المحافظة النصيب الأوفر من براميل الأسد المتفجرة وصواريخه العنقودية كعقاب قد فُرض عليها لحراكها الثوري.
وبعد انتهاء عام كامل تضاف درعا بمدنها وبلداتها إلى قاموس المحافظات المدمرة والمنكوبة، وثقت مؤسسة “نبأ” وبالتعاون مع مكتب توثيق الشهداء في درعا تقريرها السنوي بأعداد البراميل والغارات والضحايا لعام 2015.
وقال “أيهم قصي” مدير مكتب الإحصاء في المؤسسة في لقاء خاص لموقع “الحل السوري” بأنه تم توثيق نحو 4210 برميلا متفجرا ألقته الطائرات المروحية على مدن وبلدات محافظة درعا، بالإضافة لنحو 1245غارة جوية شنها الطيران الحربي على المحافظة.
يقول محمد الدرعاوي أحد سكان حي الشيخ مسكين بأن عام 2015 قد شهد ارتفاعاً ملحوظاً بأعداد البراميل والغارات مقارنة مع العام الفائت، فنظام الأسد يظهر في كل يوم وعام مدى أساليبه الوحشية والقمعية ضد شعبه يساعده في ذلك العديد من الدول التي تظهر الواحدة تلو الأخرى على الأراضي السورية من خلال دعمها اللوجيستي، وأن عدد البراميل والغارات التي ألقيت على المحافظة قدرت بنحو 824 برميلاً مما أدى لاستشهاد العشرات من المدنيين بينهم أطفال”.
وهذا ما أكده بدوره أيهم قصي، الذي رتب مدن محافظة درعا حسب شدة القصف عليها، لتحتل أحياء مدينة درعا الخاضعة للمعارضة المرتبة الأولى من عدد الغارات الجوية، تليها مدينة الشيخ مسكين، ثم مدن بصرى الشام بريف درعا الشرقي، وفي النهاية مدينة إنخل بريف درعا الغربي. كما وقد نشر مكتب توثيق الشهداء بمحافظة درعا تقريره السنوي لحصيلة الضحايا في عام 2015، حيث وصل عدد القتلى إلى أكثر من 2263 شخصاً.
وقال أحد العاملين في مكتب التوثيق بحسب موقع “الحل السوري” بأن عدد الضحايا في عام 2105 أقل من عددهم في العام الفائت، وقد بلغت نسبة الذكور بين الضحايا نسبة 86% من إجمالي العدد، بينما بلغت نسبة الإناث نحو 14%.
مضيفاً أن نسبة لمقاتلين بلغت 49%، مقابل 51% للمدنيين”. لم تكن محافظة درعا هي الوحيدة التي دفعت الأثمان الباهظة جراء الثورة السورية، بل كان كل بيت سوري، وكل عائلة سورية قد قدمت منزلها وأبناءها وحتى أنفسها في سبيل نيل الحرية.
سائر الإدلبي
المركز الصحفي السوري