قال السفير الأميركي الأسبق لدى بغداد، زلماي خليل زاده”، هناك خمسة عناصر أساسية للخلاف الراهن بين تركيا والعراق، بناء على النقاشات أثناء زيارته قبل أيام إلى تركيا وإلى إقليم كردستان العراق، محذرًا من خطر اشتعال حرب داخل حرب أثناء عملية استعادة الموصل.
وبحسب “الجزيرة نت”، فإن الدبلوماسي الأمريكي قال في مقال تحليلي بمجلة ناشونال إنترست الأميركية، إن العنصر الأول يكمن في أن الحروب في كل من العراق وسوريا هي نتاج صراع جيوسياسي إقليمي حيث:
– إن تركيا وإيران تشكلان لاعبين أساسيين في هذا الصراع.
– إن تركيا وإيران تستغلان التوتر الطائفي والعرقي في المنطقة.
– إنه رغم اتفاق تركيا وإيران على كثير من القضايا الثنائية، فإنهما تتنافسان على النفوذ في كل من العراق وسوريا.
– إنه من وجهة نظر تركيا فإن الخلاف مع بغداد ليس لوجود قوات تركية في بعشيقة، بقدر ما هو خلاف بين تركيا والحكومة في بغداد التي يهيمن عليها الشيعة الموالون لإيران.
– إن تركيا ترى أن الحكومة في بغداد قد تآكلت بفعل سنوات الحرب الأهلية والسياسات الطائفية التي اضطهدت من خلالها السنة العراقيين والسنة التركمان واستعدت الأكراد العراقيين.
العنصر الثاني: إن تركيا لا يساورها القلق بشأن الموصل فحسب، ولكن بشأن ما حول الموصل حيث:
– إن إيران ترغب في إقامة بؤر استيطانية عند تقاطع المناطق العراقية السورية وتقاطع المناطق الكردية التركية.
– إن سيطرة إيران على هذه المناطق تمنحها القدرة للتحكم بالأكراد بشكل مباشر أو عن طريق وكلاء بالنيابة عن نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
– إن الأتراك يعتقدون أن إيران تسعى للحصول على ممر بري إلى سواحل البحر المتوسط بسوريا ولبنان.
– إن الموصل هي أقصر الطرق لتحقيق إيران لهذا الهدف.
– إن تركيا تريد أن تمنع إيران من تحقيق هذا الهدف.
العنصر الثالث: إن لتركيا علاقات تاريخية وثقافية مع الموصل ومع السكان العرب السنة والتركمان السنة فيها.
– إن هناك شعورا بين القادة الأتراك بأنه ما كان يجب التخلي عن الموصل وشمال سوريا في أعقاب الحرب العالمية الأولى.
– وإن لدى القيادات العربية الرئيسية في الموصل تقديرا مماثلا لتاريخ مشترك مع تركيا وإرادة لعلاقات أقوى معها باعتبارها عنصر توازن في التعامل مع المليشيات الشيعية وإيران، وسط الخشية من إجراء تغيير ديمغرافي وطرد التركمان من مناطق حول الموصل كما جرى في تلعفر.
العنصر الرابع: إن تركيا طورت علاقات جيدة مع الحزب الديمقراطي الكردستاني، بما فيه الالتزام مع أربيل للدفاع عنها ضد أي تهديدات خارجية، حتى تلك التي تأتي من بغداد، وإن تركيا حافظت على وجود قوات تركية في إقليم كردستان لسنوات وإن كان خارج بعشيقة.
العنصر الخامس: إن تركيا تريد منع حزب العمال الكردستاني (بي كي كي) -الذي تمرد عليها لأربعة عقود-من توسيع نطاق وجوده في شمال العراق، وإن هذا الحزب أسس وجودا في مدينة سنجار عندما شارك في استعادتها من تنظيم الدولة، وإن تركيا لا ترغب في مشاركته في معركة الموصل.
وأضاف السفير الأميركي أن الولايات المتحدة عالقة وسط هذا الصراع المعقد، وأنها تريد مساعدة العبادي في معركة الموصل لتقليل اعتماده على إيران، وأنها لا ترى فائدة من مشاركة تركيا، بل إن واشنطن ضغطت على كردستان العراق كي يطلب من تركيا سحب قواتها من بعشيقة، لكنها لم تنجح في مسعاها.
واستدرك بالقول إن واشنطن تشارك أنقرة في القلق إزاء التطلعات الإيرانية وإزاء خطر المليشيات الشيعية، وذلك خشية ارتكابها فظائع في الموصل يكون من شأنها أن تؤدي إلى حرب طائفية حتى بعد طرد تنظيم الدولة.
وأضاف أنه بدلا من أن تنحاز الولايات المتحدة إلى تركيا أو العراق في الخلاف الذي بينهما، فيتعين عليها أن تستخدم الدبلوماسية لإيجاد ترتيبات تسهل عملية استعادة الموصل من تنظيم الدولة، وأن تمنع تحقيق إيران لأهدافها في الموصل.
كما يتعبن على الولايات المتحدة أن تمنع اشتراك المليشيات الشيعية الموالية لإيران في معركة الموصل، وأن لا تقوم بإحراج العبادي أو تجعله يزيد من اعتماده على إيران، وأن تحول دون وقوع اشتباك محتمل بين القوات التركية والعراقية.
وعلى واشنطن أيضًا أن تبني على اتفاق مبدئي جرى بين مسؤولين أمنيين أتراك وعراقيين كبار التقوا قبل أسبوعين تمثل في جعل بعشيقة قاعدة للتحالف دون الحاجة لمطالبة تركيا بالانسحاب.
وقال الدبلوماسي الأمريكي إن تحويل بعشيقة إلى قاعدة للتحالف يمنح الولايات المتحدة نفوذا على المليشيات الشيعية وعلى تحركاتها قرب الموصل، ويجنب تزايد تدهور العلاقات بين تركيا والعراق.
ترك برس