الظلم والضرب في سوريا ليس حكرآ فقط على السجون و معتقلات النظام السوري ، بل أيضآ دور الأيتام في مناطقه باتت طبق الأصل عن مسالخه بظلمتها وبالمسؤولين عنها ،فجميهم أشبه بضباط المخابرات والجلاد.
فعندما تبنى السلطة على ترهيب الناس وتخويفهم ،تصبح ممارسة العنف هي الطريقة السائدة بين الناس ، كلغة حوار باتت شبه مألوفة في سوريا.
حملة قوية تتطال داراً للأيتام في دمشق ، بعد منشور كتبته إحدى الفتيات المقيمات قرب الدار وتدعى رنا الأيوبي جاكوش.
وجهت فيه نداء ، للمعنين بوزارة الشؤون الإجتماعية والعمل وكتبت:
” ياريت تساعدوني لوصل معناة اليتيمات (دار الرحمة لليتيمات ) ب ركن الدين”
“كل يوم بيتعنفو وبينضربو بشكل لايوصف لحتى وصلنا لدرجة التوتر وماعم نعرف لمين نشتكي لانو رح يلفلفو القصة كل يوم أصوات بكاء وعياط”
“مبارح بالليل كانت البنت عم تنضرب بالحمامات بالسكربينة على وجها وعم تشدلا شعرها وتضربها بكل قوتها بيطلع عمر البنت شي ٩ سنين
وكانت عم تستنجد وتبكي وتقول والله ياماما ماعملت شي شافتني عم طلع عليها سكرت الشباك مشان ما اسمع وجرتها من شعرا لمكان ما احسن شوفا
ويلي قبل مبارح عم يضربو بنت اتدينت من بنت مصاري وقصص كتير عم نسمعها بالتفصيل لانو كتير قراب عالمبنى.
يارب نقدر نعمل شي ونساعدهم”.
وبعد انتشار الخبر ، هددت رنا من قبل سامية النحاس بالمحاسبة كون سامية لديها واسطة استطاعت من خلالها حبس رنا ، بدلآ من التحقيق بالشكاوي المتكررة على الدار، يريدون ببطشهم تخويف وترهيب وتكذيب وتخوين كل من تسول له نفسه أن يشتكي على ظلم كان شاهد عليه ، وطمس الحقائق.
فسارع مؤيدون لسياسات الدار، بنشر منشورات مناقضة ومكذبة للخبر،بوصف أن هذه الحملة تطال الدار الذي بني على الحب والخير والعطاء والإخلاص.
وبأن الأيتام يعيشون في تلك الدار عيشة الأمراء، ويتم تربيتهم بأعلى المستويات الأخلاقية والمثل والقيم.
وكل دعوى وجهت ضد الدار هي عبارة عن تشويه وكذب وافتراء على الدار وأهلها.
اختلفت التعليقات ولكن كان أغلبها معارضآ لسياسة الدار ومن بينهم قدمت شهادات توثق العنف في الدار من خلال بعض القصص التي حدثت أمامهم.
فعلقت نور الشام بأنها كانت في الدار وشهدت ضرب فتاة عمرها ٣ سنوات وخبط رأسها في الحيط لأن الطفلة لم تقبل ارتداء الحفاضة من قبل معلمة في الدار اسمها فاطمة. وعندما قدمت نور شكوى للمديرة فريدة تم تكذيبها ،
وذكرت عدة أسماء ك ( فاطمة فجر ، وفريدة ، وأمينة ، ووفاء ، وإيمان) ووصفتهم بالقساة على الأيتام .
ووصفت معلمة سابقة اسمها روشين كانت تدرس بالدار نفسه المعاملة بأنها كانت قاسية جدآ مع اليتيمات للأسف.
وروت “دانا منصور ملاس” بأنها عندما كانت في دار الأيتام تلك بعمر تسع سنوات سمعت حوار دار بين المعلمات عن سخريتهم من الأيتام ووصفهم بالمنسي أو المنسية أو إبن المجهول أو بنت المجهولة.
“دار الرحمة” للأيتام تمثل سوريا، وسوريا هي بيت الرحمة الصغير، ظاهرها رحمة وباطنها دار لأيتام يعذبون الأرواح فيها قبل الأجساد بكل الطرق، في مختلف الأعمار، بين الحين والآخر.
حلا إبراهيم – المركز الصحفي السوري