قلل متابعون للشأن السوري من تأثير انشقاق 7 كتائب من الائتلاف السوري المعارض وانضمامها لقوات سوريا الديمقراطية، في ظل إصرار واشنطن على عدم مشاركة الأخيرة في المعركة التي يتوقع أن تنطلق قريبا على متطرفي داعش في دير الزور.
وأعلنت الكتائب السبعة، التي تنتمي إلى قبيلتي البكارة والشعيطات في محافظتي دير الزور والحسكة، في بيان لها الجمعة، من مدينة الشدادي انشقاقها، مشيرة إلى أن “فصائل الجيش الحر انحرفت عن أهداف الشعب السوري وارتهنت للمال السياسي”.
وأضافت “نحن الكتائب السبعة من عشيرتي البكارة والشعيطات فضلنا الانفصال من قوات النخبة والانضمام لمجلس دير الزور العسكري واعتبار قوات سوريا الديمقراطية مرجعية قيادية عسكرية لنا نعمل تحت رايتها لتحرير مدينتنا من رجس إرهاب داعش”.
وتضم قوات سوريا الديمقراطية، المدعومة من الولايات المتحدة، تحالفا من جماعات مسلحة كردية وعربية، وهو يخوض معارك لإخراج مسلحي من مدينة الرقة القديمة، معقله الرئيسي في سوريا.
وذكرت الكتائب أنها “قررت الانتقال من إدلب إلى ريفي دير الزور والحسكة لمشاركة قوات سوريا الديمقراطية في محاربة الإرهاب وتحرير مدننا وقرانا من يد تنظيم داعش الإرهابي، ولكن وللأسف ظهرت الكثير من المشاكل التي رافقت عملنا”.
أحمد أبوخولة: الهجوم على دير الزور ربما يبدأ خلال أسابيع بالتزامن مع معركة مدينة الرقة
وأضافت في البيان “لقد ظهرت إلى السطح الكثير من الأسئلة المبهمة التي لم تجد الجواب الشافي المطمئن لنا، منها غياب المشروع أو برامج العمل الواضح لدى هذه القوات وعدم جديتها في العمل الثوري وارتباطها بالمصالح الشخصية الضيقة”.
وتابعت “إننا في الوقت الذي نؤكد فيه انضمامنا بكامل سلاحنا وعتادنا إلى مجلس دير الزور العسكري، فإننا بالمثل نشكر قيادة قوات سوريا الديمقراطية على استقبالهم لنا ومنحهم إيانا فرصة الانضواء تحت رايتهم للمشاركة في محاربة الإرهاب”.
ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن مصادر مقربة من قوات سوريا الديمقراطية قولها إن “عدد المنشقين عن قوات النخبة يقدر بحوالي 800 عنصر”.
وتقاتل قوات النخبة على الجبهة الشرقية للرقة حيث خاضت أعنف المعارك مع مسلحي داعش واستطاعت تحرير حيي المشلب والصناعة شرق المدينة.
وجاء الإعلان بعد ساعات قليلة من كشف مسؤول من قوات سوريا الديمقراطية لرويترز بأنها ستبدأ “قريبا جدا جدا” هجوما لطرد داعش من دير الزور، فيما لم يعلق التحالف حول ذلك.
وقال أحمد أبوخولة رئيس المجلس العسكري في المحافظة، إن الهجوم ربما يبدأ “خلال عدة أسابيع” بالتزامن مع معركة مدينة الرقة.
وبدأت قوات سوريا الديمقراطية بقيادة وحدات حماية الشعب الكردية عمليتها العسكرية في يونيو الماضي، بعد أشهر من القتال لمحاصرة الرقة مدعومة بضربات جوية وقوات خاصة من التحالف بقيادة الولايات المتحدة.
وذكر أبوخولة أن هناك 4 آلاف مقاتل، معظمهم من العرب ومن دير الزور، في المجلس العسكري لدير الزور الذي يرأسه. وقال إن “هؤلاء المقاتلين شاركوا في جميع الحملات التي شنتها قوات سوريا الديمقراطية ويقاتلون الآن داخل الرقة”.
وكان الكولونيل ريان ديلون، المتحدث باسم التحالف، قد قال في وقت سابق إن “التركيز مازال على الرقة”.
وطفت على السطح مؤخرا خلافات بين قوات سوريا الديمقراطية والتحالف حول دور القوات ذات الأغلبية الكردية في معركة دير الزور.
وكشفت مصادر مطلعة الأسبوع الماضي أن التحالف يرفض مشاركة سوريا الديمقراطية في المعركة، فيما تصر هي على أن يكون لها دور أساسي في الحملة.
ومن الواضح أن عدم رغبة التحالف بمشاركة سوريا الديمقراطية ناتج بالأساس عن رفض العشائر العربية للفصائل الكردية من جهة، والضغط التركي على واشنطن من جهة أخرى.
عدم رغبة التحالف الدولي في مشاركة قوات سوريا الديمقراطية ناتج عن رفض العشائر العربية للفصائل الكردية
وتثير العملية مخاوف أمنية لدى تركيا. وتخشى من أن وحدات حماية الشعب ستغير التركيبة السكانية للرقة وحذرت مرارا من أنها سترد إن هي واجهت أي تهديد عبر الحدود.
وتؤكد المصادر أن التحالف وقوات النخبة التابعة لرئيس الائتلاف السوري السابق ستقود المعركة ضد المتطرفين في المحافظة مع جيش مغاوير الثورة المكون من سكان المنطقة.
ووفق المصادر، فإن مسؤولين في مغاوير الثورة اجتمعوا مع مستشارين في التحالف لمناقشة تشكيل فصيل جديد باسم “جيش التحرير الوطني” في الريف الجنوبي للحسكة ليكون القوة الوحيدة المخولة بالتوجه إلى دير الزور.
ويبدو أن ممانعة الأميركيين في مشاركة قوات سوريا الديمقراطية في المعركة تأتي انسجاما مع ما أعلنت عنه الشبكة السورية لحقوق الإنسان الجمعة، بأن هناك مقاطع فيديو تظهر عمليات تعذيب وإعدام خارج نطاق القانون نفذتها قوات سوريا الديمقراطية بحق المدنيين.
وأوردت الشبكة تحقيقات مصورة انتشرت على شبكة التواصل الاجتماعي “فيسبوك” منذ العام الماضي، أجريت بحق أشخاص تم تعذيبهم وقتلهم.
وقالت في بيان إنه “منذ بداية 2016 رصدت تصاعدا ملحوظا في شدة أساليب التَّعذيب، وارتفاع حصيلة ضحاياه على يد قوات سوريا الديمقراطية حملَ البعض منها صبغة عرقية والتهمة الدائمة هي الانتماء لتنظيم داعش”.
وبدا في أحد المقاطع الذي تم تصويره في منتصف يوليو الماضي مجموعة من 3 أو 4 عناصر مسلحة تُطلق النار بشكل مباشر على شخص مكبَّل اليدين وإلى جانبه جثتان.
العرب اللندنية