شنت الولايات المتحدة وحلفاؤها هجوما في وقت مبكر من صباح اليوم على مواقع يُشتبه في احتوائها أسلحة كيميائية في سوريا.
وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب أنه أمر بتوجيه ضربات جوية لسوريا “على أهداف مرتبطة بقدرات إنتاج أسلحة كيميائية”، بالاشتراك مع بريطانيا وفرنسا.
وتوعدت روسيا -وهي حليف للرئيس السوري بشار الأسد– بالانتقام مما سمَّته “تلفيق” هجوم بالغاز الكيميائي قيل إن دمشق استخدمته في ضرب دوما.
ما الهدف من الهجمات؟
وبحسب الرئيس ترمب، فإن “الغاية من تصرفاتنا الليلة إظهار (قدرة) ردع قوية ضد إنتاج ونشر واستخدام أسلحة كيميائية”.
وذكرت الرئاسة الفرنسية في بيان أنها شاركت في هجمات بقيادة الولايات المتحدة على سوريا، “لأننا لا يمكننا التساهل مع الاستخدام المتكرر للأسلحة الكيميائية التي تشكل خطرا مباشرا على الشعب السوري وعلى أمننا الجماعي”.
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إنه “في السابع من أبريل/نيسان، قُتل العشرات من الرجال والنساء والأطفال في دوما بأسلحة كيميائية بانتهاك تام للقوانين الدولية. إن الخط الأحمر الذي حددته فرنسا في مايو/أيار 2017 قد تم تجاوزه”.
كم عدد الصواريخ التي أُطلقت؟
شنت الولايات المتحدة وحلفاؤها أكثر من مئة هجمة شاملة وفعالة على سوريا في وقت واحد.
وقال وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس والجنرال البحري جوزيف دانفورد إن منشآت الأسلحة الكيميائية استُهدفت بصواريخ أُطلقت من البحر والطائرات على حدٍّ سواء.
ولم تؤكد وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) عدد الصواريخ التي طالت أهدافها، لكن مسؤولا حكوميا سوريا أشار إلى أن نحو ثلاثين صاروخا أُطلقت في الهجوم على بلاده، أُسقط ثلثها (أي عشرة منها).
ونقلت وكالة رويترز عن ذلك المسؤول القول “لقد استوعبنا الضربة. فقد تلقينا تحذيرا مبكرا عن الهجوم من الروس.. وجرى إخلاء كل القواعد العسكرية قبل أيام قليلة”.
جانب من الهجوم الصاروخي للتحالف الثلاثي على سوريا (أسوشيتد برس) |
ما أنواع الصواريخ التي أُطلقت؟
صرح مسؤول أميركي أن الولايات المتحدة استخدمت في هجماتها على سوريا صواريخ طوَّافة من طراز (توماهوك)، أطلقتها على عدة أهداف هناك.
وسبق للولايات المتحدة أن استخدمت صواريخ توماهوك في ضرب سوريا العام الماضي، ردا على استخدام النظام السوري أسلحة كيميائية في بلدة خان شيخون بمحافظة إدلب.
وقال فؤاد شاهبازوف -وهو خبير في الشؤون الأمنية والعسكرية مقيم في أذربيجان– نقلا عن مصادر غير رسمية، إن أميركا نشرت العديد من حاملات الطائرات المزودة بصواريخ كروز (طوَّافة) في البحرين الأبيض المتوسط والأحمر.
وأضاف أنه لا ينبغي استبعاد شن هجمات محتملة بطائرات مقاتلة “طالما أن للولايات المتحدة قواعد جوية ضخمة في دول الخليج“.
ما المواقع التي استهدفتها الضربات؟
طبقا للقائد العسكري الأميركي جوزيف دانفورد، فإن “الضربات المُحْكَمة” أصابت ثلاثة أهداف، هي: مركز للأبحاث العلمية بالقرب من دمشق يُزعم أنه على صلة بإنتاج الأسلحة الكيميائية، ومنشأة لتخزين أسلحة كيميائية بالقرب من مدينة حمص، ومركز قيادة على مقربة من العاصمة.
وقال دانفورد للصحفيين “حددنا بدقة تلك الأهداف للحد من خطر إقحام القوات الروسية” في العملية.
وتابع قائلا إن الجيش الأميركي أطلع الروس على المجال الجوي الذي سيُستخدم في الضربة، لكن ذلك لم يكن “إشعارا مسبقا”.
ما رد فعل روسيا؟
حذر السفير الروسي لدى الولايات المتحدة أناتولي أنطونوف من أن مثل هذه التصرفات ستكون لها عواقب، مضيفا أنه ليس من المقبول إهانة رئيس روسيا.
وقال في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي تويتر إن الهجوم “أُعِدَّ له مسبقا ويجري تنفيذه”.
وتابع “مرة أخرى، نحن نتعرض للتهديد. لقد حذرنا من أن تصرفات كهذه لن تمر دون تبعات”.
ويمضي أنطونوف في تحذيراته إلى القول إن “إهانة رئيس روسيا أمرغير مقبول ومرفوض. إن الولايات المتحدة -صاحبة أكبر ترسانة للأسلحة الكيميائية- لا تملك حقا أخلاقيا للوم الدول الأخرى”.
المصدر : الجزيرة