قالت منظمات إغاثية تابعة للأمم المتحدة، اليوم الخميس، إن 59 ألف شخص نزحوا منذ بدء الحملة العسكرية لانتزاع مدينة الموصل العراقية من تنظيم “داعش” الإرهابي، فيما لا يزال الخطر يهدد نحو مليون يعيشون داخل المدينة.
جاء ذلك في تقرير مشترك، صدر اليوم، حمل توقيعات ممثلي مختلف المنظمات الإغاثية التابعة للأمم المتحدة العاملة في العراق، وكذلك شركاء لها من المنظمات المدنية المحلية والدولية التي تعمل على إغاثة النازحين.
ووفق التقرير، فإنه صدر، بمناسبة مرور نحو شهر على بدء الحملة العسكرية العراقية لاستعادة الموصل من تنظيم “داعش” الإرهابي، في 17 أكتوبر/تشرين أول الماضي.
ومن بين الموقعين على التقرير، “برونو جیدو” ممثل مفوضیة الأمم المتحدة السامیة لشؤون اللاجئین في العراق، و”فاضل الزعبي” ممثل منظمة الأغذیة والزارعة للأمم المتحدة في العراق.
وذكر التقرير أن “العدید من المناطق التي تمت استعادتها حدیثا (في المدينة ومحيطها)، تضررت البنیة التحتیة المدنیة مثل محطات المیاه والكهرباء والمدارس والمستشفیات، كما أن الخدمات الطبیة غیر متوفرة في كثیر من الأحیان، وتعاني الأُسر من الجوع بسبب نقص الغذاء”.
وأضاف “تضطر العدید من الأُسر لشرب المیاه غیر المعقّمة من الآبار، ولم یتلق أطفالهم اللقاحات ضد الأمراض، ولا يحصلون على التعلیم النظامي، وكثیر منهم في حاجة ماسة إلى الدعم النفسي والاجتماعي”.
وفي هذا الصدد، قالت “لیز غراندي” منسقة البعثة الأممية للشؤون الإنسانية في العراق “نعمل بأقصى سرعة ممكنة، وبتنسیق وثیق مع السلطات العراقية لمساعدة السكان الأكثر عرضة للخطر في العالم”.
وبحسب التقرير فإن، “ما یقرب من 59 ألف شخص نزحوا (من الموصل ومحيطها)، حوالي 26 ألف منهم من الأطفال، كما أن أكثر من نصف النازحین هم من النساء والفتیات، والأُسر التي تقودها إناث، وغالباَ ما تكون هذه الفئة من الناجیات من الانتهاكات الجنسیة وغیرها من انتهاكات حقوق الإنسان”، دون تفاصيل.
وشدد التقرير على حاجة الأمم المتحدة والمنظمات غیر الحكومیة إلى موارد إضافیة لدعم عشرات الآلاف من الأُسر التي تحتاج إلى المساعدة العاجلة، لا سيما مع اقتراب فصل الشتاء، وما له من لوازم.
وذكر أن “أكثر من 100 شريك في المجال الإنساني يقومون حالیاً بتقدیم المساعدة إلى الأشخاص المتضررین من العملیات العسكریة الجاریة”، دون تفاصيل عن هؤلاء الشركاء.
ولفت إلى أنه مع اقتراب وصول العملیات العسكریة إلى المناطق المكتظة بالسكان في المدینة، یشعر العاملون في المجال الإنساني “بقلق متزاید حول قدرة الأُسر المتضررة من الصراع للوصول إلى بر الأمان والحصول على المساعدة”.
وذكر التقرير أنه “في سیناریو حدوث أسوأ الاحتمالات، فقد یتعّرض ما یصل إلى ملیون شخص للخطر الشدید (داخل الموصل) المتمثل بتبادل إطلاق النار والقناصة، والعبوات الناسفة والطرد القسري والاستخدام كدروع بشریة”.
وانطلقت معركة استعادة بمشاركة 45 ألفاً من القوات التابعة لحكومة بغداد، من الجيش والشرطة، مدعومين بالحشد الشعبي (مليشيات شيعية موالية للحكومة)، و”حرس نينوى” (سني)، إلى جانب “البيشمركة ” (قوات الإقليم الكردي).
وتحظى الحملة العسكرية بغطاء جوي من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.
واستعادت القوات العراقية والمتحالفين معها، خلال الأيام الماضية، عشرات القرى والبلدات في محيط المدينة من “داعش”، كما تمكنت من دخول الموصل من الناحية الشرقية.
وتوقعت منظمات دولية في وقت سابق نزوح نحو مليون شخص خلال الحملة العسكرية، وتسود المخاوف بشأن ما ستؤول إليه أوضاع المدنيين، واحتمال استخدامهم كدروع بشرية من قبل “داعش”.
الأناضول