ألغى “دميتري روغوزين” نائب رئيس الوزراء الروسي، زيارته المقررة إلى إيران وذلك لـ”أسباب تقنية”، وذلك وسط اتهامات إيرانية وجهت إلى موسكو تؤكد تدخل المخابرات الروسية في الانتخابات الرئاسية الإيرانية المقبلة المزمع إجراؤها في أيار المقبل، وذلك لمصلحة مرشحين موالين لموسكو.
أسباب تقنية
وأفادت صحيفة “كوميرسانت” الروسية، اليوم الثلاثاء، بأن دميتري روغوزين، نائب رئيس الوزراء الروسي، ألغى زيارته إلى إيران لـ “أسباب تقنية”.
وكانت وكالة “مهر” الإيرانية قد ذكرت في وقت سابق، نقلا عن بيان السفير الإيراني في موسكو، مهدي سنائي، أن وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك ونائبي رئيس الوزراء دميتري روغوزين وإيغور شوفالوف سيقومون بزيارات رسمية إلى إيران خلال الشهر المقبل.
وكان متوقعا أن يرأس دميتري روغوزين الأسبوع الحالي وفدا روسيا إلى طهران لبحث توسيع التعاون الروسي الإيراني في مجال الدفاع والتكنولوجيا، على أن يشارك نائب الرئيس الإيراني لشؤون العلم والتكنولوجيا، سورنا ستاري، ووزير الدفاع الإيراني حسين دهقان، في الاجتماعات.
الزيارة ألغيت بسبب كشف الجانب الإيراني المعلومات عنها
وأوضحت الصحيفة أن طائرة “روغوزين” والمسؤولين المرافقين له كان يجب أن تغادر موسكو متوجهة إلى طهران صباح الاثنين، إلا أن ذلك لم يحدث، لأن نائب رئيس الوزراء الروسي ألغى زيارته “لأسباب تقنية”.
وأشارت مصادر حكومية في الوقت ذاته إلى عدم وجود أي تغيير في زيارة وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك وزيارة نائب رئيس الوزراء إيغور شوفالوف.
وبحسب مصادر الصحيفة، فإن زيارة روغوزين ألغيت بسبب كشف الجانب الإيراني المعلومات عن هذه الزيارة.
ولفت مصدر في الحكومة الروسية إلى أن الجانبين خططا لمناقشة “مواضيع حساسة”، بينها “أسباب ميل الإيرانيين لشراء طائرات من دول غربية”.
موسكو تنفي تدخلها في الانتخابات الرئاسية الإيرانية
يأتي ذلك، في الوقت الذي نفى فيه السفير الروسي لدى طهران، “لوان جاغاريان” تدخل بلاده في الانتخابات الرئاسية الإيرانية المقبلة المزمع إجراؤها في أيار المقبل، رداً على تقارير تداولتها وسائل إعلام إيرانية نقلاً عن خبراء روس تحدثت عن تدخل المخابرات الروسية لمصلحة مرشحين موالين لموسكو.
وقال جاغاريان خلال مقابلة مع وكالة “ايلنا” الإيرانية، إن “روسيا ستكون لديها علاقات جيدة مع أي شخص يفوز بالرئاسة”، مضيفا أن “لا صحة لاتهامات إحدى الوكالات حول تدخل روسيا في الانتخابات الإيرانية والشؤون الداخلية لهذا البلد”.
ورأى السفير الروسي في طهران أن “هؤلاء أرادوا أن يطلقوا ادعاءات مشابهة لما أثير حول تدخل روسيا في الانتخابات الأميركية، وأن الروس سيتدخلون في انتخابات إيران المقبلة”، مضيفا بالقول: “أنا بصفتي سفير روسيا الاتحادية، أرفض هذا الموضوع رفضاً قاطعاً”.
المخابرات الروسية تتدخل لدعم مرشحين مقربين من موسكو
وكان موقع “تابناك” التابع لأمين مجلس تشخيص مصلحة النظام في إيران، محسن رضائي، اتهم في كانون الاول الماضي، روسيا بالتدخل من خلال أجهزة مخابراتها، في شؤون البلاد الداخلية، وبشكل خاص في الانتخابات الرئاسية المقبلة في إيران، المزمع إجراؤها في نيسان المقبل.
وحذر الموقع في تقرير خاص، من أن “هناك تيارات داخل النظام الإيراني تحاول الاستفادة من نفوذ المخابرات الروسية في البلاد للتدخل لفرض مرشح معين أو التحكم في سير الانتخابات لمصلحة مرشح محدد”، في إشارة إلى الإصلاحيين وحلفائهم من المعتدلين الذين يقودهم الرئيس الحالي حسن روحاني.
وجاء في التقرير أنه مع الأنباء المنتشرة حول تدخل روسيا في الانتخابات الأميركية، هناك قضيتان حدثتا في إيران تعززان التكهنات حول التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية المقبلة في إيران، بحسب موقع العربية نت.
ووفقا لـ”تابناك”، تتعلق القضية الأولى بما نشره سياسي من التيار الأصولي في إيران أشار فيه إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أبلغ القيادة الإيرانية بوجود شخصية رفيعة في حكومة الرئيس الإيراني حسن روحاني تعمل لمصلحة المخابرات الأميركية.
أما الحدث الثاني حسب التقرير، فهي تصريحات خبير روسي حول الانتخابات الإيرانية والتي أشار فيها صراحة إلى أن الروس يدعمون مرشحاً محدداً لرئاسة إيران في الانتخابات المقبلة.
وحذر الموقع من جدية التأثير الروسي في التطورات داخل إيران خصوصاً بما يتعلق بالانتخابات المقبلة.
النظام الإيراني يتبع بكامل لروسيا
في المقابل، يرى الإصلاحيون أن النظام الإيراني بات تابعاً بشكل كامل لروسيا، ومن بينهم القيادي الإصلاحي والمساعد السياسي والأمني الأسبق في وزارة الداخلية الإيرانية، مصطفى تاج زادة، الذي قال في تصريحات الشهر الماضي، إن روسيا ألغت دور إيران في سوريا، وتحول الجنود الإيرانيون إلى مسيرين بيد الروس، منتقدا منح قاعدة همدان الجوية للقوات الروسية.
وأكد تاج زادة أن النظام الإيراني الذي يرفع شعار “لا شرقية، لا غربية”، عقد الاتفاق النووي مع الغرب، ومنح قاعدة همدان الجوية للشرق (روسيا)، وهذا يعني أن هذا الشعار انتهى، وقد أصبحنا مجرد عملاء للروس، حسب تعبيره.
اورينت نت