تواجه قوات النظام والميليشيات الأجنبية في حي المنشية بريف درعا مقاومة عنيفة من قوات المعارضة أجبرتهم على التراجع وخسارة معظم الحي، في ظل توارد معلومات عن نية النظام بزج تعزيزات جديدة منعاً من خسارة الحي لصالح المعارضة.
وكثرت المعلومات عن الخلافات الدائرة بين قوات النظام من جهة والميليشيات الأجنبية وعلى رأسها “حزب الله” اللبناني من جهة أخرى داخل الحي، ما أجبر روسيا، ومعرفات رسمية الحديث عن تلك الخلافات.
صفحة “القناة المركزية لقاعدة حميميم العسكرية”، والمعنية بتسليط الضوء بشكل كبير على العمليات العسكرية الروسية في سوريا، ذكرت في منشور لها اليوم، حول تحضير النظام لوحدات برية خاصة للتوجه نحو جنوب البلاد لتقديم الدعم السريع لوحدات الفرقة الخامسة عشر إنزال جوي والفرقة الخامسة المتواجدتان برفقة الفرقة التاسعة المحمولة في منطقة درعا، بهدف التصدي لتقدم قوات المعارضة والتي سيطرت على مايقارب 95% من مساحة حي المنشية.
وحذرت روسيا من سقوط مفاجئ للحي، وسط اعتراف بوجود صعوبات تواجهها قوات النظام وأهمها فقدان التنسيق مع ميليشيا “حزب الله” اللبناني.
وليست هذه المرة الأولى التي تسلط الصفحة الضوء على الخلافات بين النظام وميليشيا “حزب الله” خصوصاً في درعا، حيث سبق أن ذكرت في منشور سابق عن حادثة قتل ميليشيا “حزب الله” لأحد جنود نظام بشار الأسد في درعا، واندلاع خلاف إثر التصادم بين قوات النظام والميليشيا.
ونقلت الصفحة رسالة أحد عناصر النظام في درعا، وتحدث فيها عن حصول مشادة كلامية بين رئيس فرع الأمن العسكري في السويداء، وفيق ناصر، وقائد الفرقة 15 التابعة لقوات النظام علي أسعد، مشيرةً أن سبب الخلاف ترك عناصر الفرقة مدة يومين بلا طعام، بالإضافة إلى قتل ميليشيا “حزب الله” للمقدم علي حافظ سليم عبر تصفيته بعد الانسحاب مع مجموعته من أحد الحواجز العسكرية.
كما ذكرت في منشور آخر: “تبقى القوى العسكرية السورية والحكومة السورية هي صاحبة القرار في التعامل مع أي وضع ميداني على جبهات القتال، ويتعرض العسكريون المقصرون لمحاسبة من قبلهم حصراً ولا تتخذ هكذا قرارات من القوى الحليفة التي تعمل على الأرض”.
وعادة مايتعرض عناصر النظام على الجبهات لتفرقة مقارنة مع الميليشيات الأجنبية المدعومة إيرانياً، إن كان من ناحية الطعام واللباس والراتب الشهري الذي يحصلون عليه.
وذكر مصدر لـ”السورية نت” رافق إحدى المحطات التلفزيونية العراقية والتي تغطي لصالح النظام في مدينة درعا، أن “التمييز واضح بين عناصر النظام والميليشيات الأجنبية، حيث أن الطعام المخصص لتلك الميليشيات يجهز عن طريق مطاعم خاصة ويغلف ليقدم ساخناً للعناصر وعادة مايتضمن أنواع من اللحوم والفواكه، الأمر الذي لايمكن أن تراه بالمقابل لعناصر النظام والذي يغلب على طعامهم البطاطا والبيض”.
كما ذكر المصدر ذاته، والذي رفض الكشف عن اسمه، أن “سلطة عنصر من حزب الله تفوق أحيانا سلطة مقدم لدى النظام، من حيث الصلاحيات المقدمة له، مضيفاً أن عادة مايتم الزج بعناصر النظام على خطوط التماس المباشرة مع قوات المعارضة، ويترك بكمية قلية من الطعام والشراب لأيام”.
وتخوض قوات المعارضة السورية معاركها ضد آخر معاقل قوات نظام بشار الأسد في حي المنشية الاستراتيجي، في وقت يواصل فيه النظام خرقه لاتفاق مناطق “تخفيف التصعيد” الذي توصلت إليه روسيا وتركيا وإيران الشهر الماضي.
وتمكنت قوات المعارضة ضمن غرفة عمليات “البنيان المرصوص” الخميس الماضي، من الوصول إلى مشارف حي سجنة وهو آخر ما تبقى للنظام في المنشية.
مايعني أن النظام بذلك لا يسيطر سوى على نحو 5 بالمئة من حي المنشية، الذي إن خسره النظام بالكامل فإن ذلك سيمنح قوات المعارضة إمكانية رصد جميع الفروع الأمنية للنظام في درعا نارياً، نظراً لكون المنشية وسجنة منطقتين مرتفعتين.
ويشارك في معركة “الموت ولا المذلة” فصائل منضوية في غرفة عمليات “البنيان المرصوص”، وتضم فصائل بعضها منضوٍ ضمن الجيش السوري الحر.
اقرأ أيضاً: شركة “زين” تثير غضب سوريين بإعلان رمضان 2017.. كيف صورت قصة الطفل عمران الذي هز العالم؟ (فيديو)