الرصد السياسي ليوم الجمعة ( 25 / 12 / 2015)
أعلنت روسيا مساء أمس الخميس، أن عملياتها العسكرية مستمرة في سوريا بعد الاتفاق المحتمل لوقف إطلاق النار بين المعارضة والفصائل السورية ونظام الأسد.
وقال المبعوث الروسي إلى منطقة الشرق الأوسط ميخائيل بوغدانوف: “إن وقف إطلاق النار بين الأطراف السورية -إذا تم التوصل إليه- أمر يتعلق بأطراف النزاع السوري الداخلي، ولا يعني وقف العمليات العسكرية الروسية لمكافحة تنظيم الدولة والتنظيمات الإرهابية الأخرى في سوريا” على حد قوله.
وأضاف في تصريحات لوكالة إنترفاكس أن وقف إطلاق النار بين الأطراف السورية سيزيد فاعلية المعركة ضد تنظيم الدولة وغيره من التنظيمات الإرهابية، حسب تعبيره.
وكان مجلس الأمن الدولي قد صوت يوم الجمعة الماضي على قرار ينص على بدء محادثات السلام الخاصة بسوريا في يناير/كانون الثاني 2016، بين نظام الأسد والمعارضة السورية.
خلافات قطرية – روسية على وضع قوائم للمعارضة
أبدى وزير الخارجية القطري خالد العطية يوم الجمعة اعتراضه على وضع قوائم بأسماء الفصائل المعارضة قبل إجراء محادثات سلام بشأن سوريا.
وقال الوزير في مؤتمر صحفي مع نظيره الروسي في موسكو “نحن ضد التصنيف المطلق للجماعات. الأهم هو فهم المنطق الذي من وراءه حملت هذه المجموعات السلاح.. أهدافها ودوافعها.”
وتابع “إذا اتضحت لنا هذه الرؤية نستطيع الوصول لأرضية مشتركة وتصحيح المسار. المهم هو العمل على إزالة الخلافات ودعم عملية سياسية جادة من أجل إنهاء هذه المأساة المستمرة”
وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إن من الضروري ضمان مشاركة أوسع دائرة ممكنة من عناصر المعارضة في المحادثات المستقبلية لإنهاء الأزمة السورية
إيران تدعو الصين للانضمام للحرب ضد “تنظيم الدولة”
قال أمين عام مجلس تشخيص مصلحة النظام محسن رضائي، يوم الخميس، إن على الصين أن تلعب دورا أكثر فاعلية في قتال تنظيم “الدولة الإسلامية”
وأضاف رضائي بعد اجتماعه مع أعضاء وفد صيني في طهران “يمكن للصين المساعدة في تحقيق السلام والاستقرار الإقليميين بأن تصبح أكثر فاعلية في قتال داعش“.
واعتبر رضائي إنه إذا لعبت الصين دورا أكثر فاعلية في محاربة التنظيم “يمكن لإيران أن تحارب التطرف الإسلامي في آسيا الوسطى عن طريق الأنشطة الثقافية والتفاعل مع الجالية الصينية المسلمة“.
وتقول الصين منذ وقت طويل إنه لا يوجد حل عسكري للأزمة السورية في حين انتقد إعلامها الحكومي الغرب وروسيا بسبب غاراتهم الجوية على سوريا.
وحذرت بكين من أن بعض أفراد جماعة الويغور العرقية المسلمة في منطقة شينجيانغ غرب البلاد انضموا لتنظيم “داعش” في سوريا والعراق.
وتدعو الصين لحل سياسي للأزمة السورية، إذ أعلنت مؤخرا عزمها استضافة جولة مفاوضات بين الحكومة السورية والمعارضة في أعقاب قرار مجلس الأمن الأخير حول خطة السلام في سوريا.
وعلى الرغم من إن الصين سبق واستخدمت حق “الفيتو” في مجلس الأمن لصالح النظام السوري، إلا إنها لم تنخرط بأعمال عسكرية في المنطقة، على العكس من ايران التي كثفت وجودها العسكري في سوريا والعراق.
تقرير أميركي: تخبط أوباما تجاه الأسد ساعد على تقويته
يقول التقرير اعتمد على شهادات العديد من الدبلوماسيين العرب والأميركيين، وكشف أن المخابرات الأميركية قدمت حوافز لضباط سوريين للعمل على الإطاحة بالأسد لكن المحاولات فشلت.
وأدى ظهور تنظيم داعش بعد عامين من اندلاع الثورة بالسياسة الأميركية إلى دعم المعارضة السورية لمهاجمة داعش بدلا من النظام السوري، ما أعطى الأسد فرصة أخرى ليسوق نفسه كشريك في مكافحة الإرهاب في المنطقة.
ويشير التقرير إلى أن العلاقة تطورت بين الطرفين إلى حد التنسيق في الطلعات الجوية التي تستهدف داعش حتى لا تتعرض الطائرات الأميركية في الأجواء السورية أو المعارضة السورية المدربة أميركيا لمحاربة داعش للاستهداف.
وفي 2015، زار ستيف سيمون، أحد الموظفين السابقين في البيت الأبيض، دمشق والتقى الأسد بترتيب من رجل الأعمال السوري خالد أحمد.
وأوجز خلالها سيمون ما يجب على النظام السوري فعله لإظهار نواياه الحسنة أمام المجتمع الدولي، وهي وقف قصف المدنيين بالبراميل المتفجرة، وبذل المزيد من الجهد لمحاربة داعش بدلا من المعارضة السورية المسلحة، والتعاون مع الجهود التي تقودها الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار داخل سوريا.
طعمة: لولا مصلحة السوريين لم نفاوض النظام.
قال رئيس الحكومة السورية المؤقتة أحمد طعمة إن النظام السوري لا يستحق أن يجلس معه أحد على طاولة المفاوضات، وإن حرص المعارضة على مصلحة الشعب السوري وإنهاء مأساته هو ما يدفعها لذلك.
وجاءت تصريحات طعمة في مؤتمر صحفي عقده مع وزيري الصحة والاتصالات في مقر الحكومة بمدينة غازي عنتاب التركية.
وتطرق طعمة إلى المفاوضات التي ستستأنف في مدينة جنيف السويسرية يناير/كانون الثاني المقبل، موضحا أنهم قبلوا المشاركة في المفاوضات لتخفيف آلام الشعب السوري.
وأوضح أنهم بذلوا كل ما في وسعهم لإنهاء الأزمة السورية، وأن مشاركتهم في المفاوضات مع النظام تأتي بعد نفاد كافة المحاولات.
وناشد طعمة الدول العربية والصديقة دعم الشعب السوري ضد النظام وروسيا، مضيفا أن السوريين بحاجة ملحة إلى الغذاء والدواء والتعليم والتدفئة.
ولفت إلى أن السوريين يواجهون أوضاعا صعبة، وأن المجازر التي تحدث في الداخل السوري أشد وأقسى من تلك التي حصلت أيام الحرب العالمية الثانية، مطالبا أصدقاء الشعب السوري بزيادة الدعم الإنساني، لا سيما مع حلول فصل الشتاء.
نزوح
وأضاف طعمة أن غارات سلاح الجو الروسي أجبرت قرابة 500 ألف سوري على النزوح، منتقدا المجتمع الدولي لعدم التزامه بوعوده باتجاه الشعب السوري.
وأفاد بأن المقاتلات الروسية نفذت غاراتها دون تمييز بين المواقع المدنية والعسكرية، مشيرا إلى أن الروس يعتبرون الجيش السوري الحر والفصائل الأخرى ضمن قائمة المنظمات الإرهابية.
وأكد طعمة أن المقاتلات الروسية استهدفت منذ بدء عملياتها الجوية في سوريا، 14 مستشفى و14 مركزا لتقديم المساعدات، إضافة إلى تسعة مقرات تعليمية و22 مخبزاً و14 مركزا للبنى التحتية.
وطالب رئيس الحكومة السورية المؤقتة المجتمع الدولي بتزويد المعارضة السورية بالسلاح المتطور لصد الاعتداءات الروسية الجوية.
وكان مجلس الأمن وافق بالإجماع يوم الجمعة على قرار يدعم خارطة طريق دولية لعملية سلام سورية تم التفاوض عليها في فيينا وتدعو إلى وقف لإطلاق النار وإجراء محادثات بين الحكومة السورية والمعارضة وفق جدول زمني يمتد قرابة عامين، ويهدف إلى تشكيل حكومة وحدة وإجراء انتخابات.
المركز الصحفي السوري – مريم احمد