أيمن عبد النور
ذهب بشار الأسد للصين دون دعوة رسمية، لعقد لقاء ثنائي لمناقشة أمور ثنائية ,بل هي دعوة لحضور دورة الألعاب الآسيوية المشارك بها وفد من مناطق النظام .
حيث وجّه الرئيس الصيني خلال الفترة الماضية دعوات للرؤساء في آسيا لحضور دورة الألعاب الآسيوية، ومن ضِمن تلك القائمة تمت دعوة بشار الأسد, وتضمنت الدعوات جميعاً لقاءاً ثنائياً مع الرئيس الصيني والذي سيُقيم مأدبة ترحيب وأنشطة ثنائية للقادة الأجانب.
جرى لقاء واحد فقط بين الرئيس الصيني وبشار الأسد وبمدينة هانغتشو بمقاطعة تشجيانغ شرقي الصين حيث تم افتتاح الالعاب الرياضية وليس بالعاصمة السياسية بكين (جلسة موسعة وليست جلسة مصغرة أو جلسة ثنائية مغلقة كما العادة في كل زيارات الدولة )
الزيارة ليست زيارة دولة وليست بناء على دعوة خاصة محددة لبشار الأسد بل ضمن الدعوات الكثيرة التي وجهتها الصين لقادات كثر للدول الآسيوية للمشاركة بافتتاح دورة الألعاب الرياضية الآسيوية وكان الرئيس الصيني واضحا جدا جدا في ذلك إذ قال في كلمته الافتتاحية ( أرحب بفخامة الرئيس بشار الأسد لحضور مراسم افتتاح الألعاب الاسيوية وأتمنى أداء مميز للاعبين السوريين في هذه الدورة ولم يقل أرحب بالرئيس السوري الضيف الكبير أو ضيف الدولة في زيارته الرسمية للصين -الفيديو مرفق )
لم يتم أخذ رأي الجانب السوري بتاريخ اللقاء كما هي العادة في أي لقاء ثنائي بل التزم بشار الأسد بالتاريخ كون الدعوة محددة وهي على هامش دورة الألعاب الآسيوية , فلو كانت دعوة خاصة فقط لبشار الأسد لكان أجلها مدة أسبوعين لحين انتهاء اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة في نيويورك ولكان أوفد وزير الخارجية فيصل المقداد ليحضر الاجتماعات التي لم يتغيب عنها وزير خارجية سوري إلا نادراً وهي فرصة للنظام للقاء مع الوزراء والمسؤولين من الدول التي لازالت تقبل بذلك , بدلاً من جلب المقداد معه للصين وخسارة فرصة حضوره في الأمم المتحدة.
لقاء وحيد بين الرئيس الصيني وبشار الأسد بينما زيارات الدولة والزيارات الرسمية التي يتوقع منها الوصول لنتائج استراتيجية يحصل فيها أكثر من لقاء بين الرئيسين
زيارات الدولة يسبقها عقد اجتماع للمجلس الأعلى أو للمجلس الاقتصادي للبلدين وفي حالتنا هذه ( الصيني/ السوري) وهذا لم يحصل .
3-الزيارات الرسمية المتوقع منها تحقيق قفزة اقتصادية في العلاقات بين البلدين يكون جزء هام منها هو لزيارات منشآت اقتصادية للرئيسين – وجود عدد كبير من رجال الأعمال من البلدين – لقاءات تطرح فيها فرص الاستثمار والتبادل التجاري يحضرها الوفد الاقتصادي المرافق للرئيس مع كبار رجال الأعمال وغرف التجارة والصناعة ( في حالتنا لم يحضر أي ممثل لغرف التجارة والصناعة فهل ستقوم الصين بالاستثمار وتصدير منتجاتها لعائلة الأسد أم لكبار التجار ؟ )
قال الرئيس الصيني إن الصين ترغب في العمل مع سورية لإثراء العلاقات بينهما ومواصلة تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين بينما يفترض ان يكون كل ذلك قد تم دراسته واقراره بالمستويات الأدنى ويأتي الرؤساء للتوقيع وإعلان الخطة النهائية وهذا لم يحصل
عقب المحادثات، شهد رئيسا الدولتين التوقيع على وثائق للتعاون الثنائي في مجالات من بينها التعاون في إطار الحزام والطريق والتعاون الاقتصادي والتكنولوجي وكلها عامة جداً مثل الاتفاقات التي تم توقيعها مع الصين عام 2004 و 2017 مما يعني أنه لا جديد سيتحقق.
وأصدر الجانبان بياناً مشتركاً حول إقامة الشراكة الاستراتيجية، من ضمن الوفد حضر سفير النظام السابق للصين د.عماد مصطفى فيما يبدو ان هناك حاجة لمعرفته وعلاقاته بالصين كونه قضى فيها بحدود 9 سنوات كسفير بينما السفير الحالي فقط عدة أشهر.