انضم المقاتلون الأكراد إلى القوات النظامية السورية في مواجهة تنظيم الدولة في الحسكة شرق البلاد، وسط تقدُّم للتنظيم في المدينة وعزلها، بالتزامن مع استعادة الأكراد السيطرة على مدينة عين العرب (كوباني) شمالاً، في وقت تعهّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان منع قيام كيان كردي «بأي ثمن»، مع تردُّد أنباء عن خطط عسكرية تركية للتوغل في شمال سورية.
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس بمقتل 18 عنصراً من تنظيم الدولة في الريفين الجنوبي والغربي لمدينة عين العرب، لافتاً إلى أن مقاتلات التحالف نفّذت أمس «ضربات استهدفت تمركزات ومواقع للتنظيم في مفرق صرين في الريف الجنوبي للمدينة، بالتزامن مع الاشتباكات العنيفة بين مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية مدعّمة بفصائل مقاتلة من جهة، وتنظيم «الدولة الإسلامية» من جهة أخرى في المنطقة».
وقال ريدور خليل الناطق باسم «وحدات حماية الشعب» الكردية أن ثمانية عناصر من «التنظيم» فروا شمالاً نحو الحدود التركية بعد تقدم القوات الكردية وسيطرتها على عين العرب، في وقت نسفت «وحدات حماية الشعب» مبنى مدرسة استخدمه «التنظيم»، وأمكن مشاهدة أعمدة دخان تتصاعد من الجانب التركي للحدود. ولفت إلى أن «التنظيم» قتل 200 مدني في المدينة والمناطق المحيطة في الهجوم الذي بدأ الخميس ويعدّ إحدى «أسوأ المذابح» التي ارتكبها التنظيم في سورية.
في شمال شرقي البلاد، أفادت شبكة «الدرر الشامية» المعارِضة بأن التنظيم سيطر على مناطق جديدة في مدينة الحسكة «في معارك ضد قوات الأسد والميليشيا الكردية، حيث سيطر على حي غويران في الكامل وتلة غويران المقابلة للجسرين الواصلين بين مركز مدينة الحسكة والحي». وأشارت إلى أن التنظيم قطع طريق إمداد النظام إلى حلب، بعد سيطرته على فرع الأمن الجنائي في الحسكة. وأوضح موقع «كلنا شركاء» المعارض أن «وحدات الحماية» وضعت شروطاً للمشاركة مع قوات النظام ضد «داعش» بينها تسليم مقر «الفوج 123» مع أسلحته.
إلى ذلك، لم يترك أردوغان مجالاً للشك في موقف بلاده من التطورات في شمال سورية، وقال: «مهما كان الثمن، لن نسمح بإقامة دولة كردية، وأتوجه بالحديث هنا خصوصاً إلى الدول الغربية».
وكان أردوغان اتّهم دول التحالف الغربية بـ «زرع الإرهابيين الأكراد» على حدود بلاده مع سورية. كما نفى بشدة الاتهامات الموجهة إلى أنقرة بتقديم دعم لوجيستي لـ «داعش» في معركته ضد الأكراد في عين العرب وتل أبيض.
وسرّبت أوساط عسكرية تركية تفاصيل سجال بين قائد الأركان الجنرال نجدت أوزال ورئيس الوزراء أحمد داود أوغلو في الاجتماع الذي تناول تطورات شمال سورية في 18 الشهر الجاري، وكيف أن أوزال رفض خطة لدخول الجيش إلى منطقة جرابلس ومارع من أجل وقف التمدد الكردي، طالباً تعليمات خطية واضحة في هذا الشأن. وحذّر من حرب شاملة في حال تدخل إيران وروسيا لدعم الجيش السوري.
وأوردت صحيفة «حرييت» أن 12 ألف جندي تركي جاهزون للتدخل في سورية لإقامة «منطقة أمنية»، من أجل حماية الحدود التركية من تهديدات المتطرفين.
الحياة ـ وكالات