صحيفة الاتحاد الإماراتية
تطرق الكاتب فيه إلى تحمس نظام الأسد لخطة المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا، رغم أنها تتطلّب منه تنازلات رفضها سابقاً، مثل الموافقة على وقف اطلاق النار وإبقاء خطوط المواجهة مع قوات المعارضة على حالها، موضحا أنه على الأرجح سيكون المستفيد الأول والوحيد من هذه الخطّة، إذ قدّر أن باستطاعته الالتفاف عليها بسهولة، معتمداً على غموض آلياتها وأهدافها، ذاك أن اسمها على الورق “تجميد الصراع”، ومنطلقها المحدد “بدءاً من حلب”، وهدفها المعلن “معالجة الوضع الإنساني”، وكل ذلك عناوين يصعب مبدئياً الاعتراض عليها، خصوصاً أنها تواجه الطرفين بخلاصة مفادها أنهما برهنا عدم قدرتهما على الحسم، ما يعني انتفاء الفائدة من أي جهد عسكري، ولفت الكاتب إلى دي ميستورا قدّم عرضاً أولياً لخطته على أعضاء مجلس الأمن، مستنداً إلى ما يعتقده “اختراقاً” يتمثل بموافقة دمشق، منوها إلى ان المجلس لم يُدعَ إلى التداول فيه رسمياً، فلا اتفاق بعد على إمكان صوغه في قرار دولي، وثمة من يشكك فيه كفرنسا، ومن يوافق عليه كإيطاليا وألمانيا، ومن لا يعطيه أهمية كتركيا طالما أن المتحمسين له ليسوا متحمّسين لجعله قراراً دولياً ولذا فهي تصرّ على إقامة “منطقة حظر جوي ومناطق آمنة”، ورأى الكاتب أن الخطة لن تصبح جدية إلا إذا حظيت بتوافق أميركي- روسي، وهذا متعذر حالياً، فالثقة معدومة، والخلافات ماضية في التوسّع بين الدولتين الكبريين، معتبرا أن وجود ثغرة سياسية كبيرة في الخطة أوحى لموسكو بأن تعود إلى المسرح الدولي عبر محاولة جمع النظام ومعارضين لإحياء “حل سياسي” كانت مارست عملية خداع لإحباطه في جنيف، والعجيب أنها تعيد طرح بيان “جنيف 1″، وفقاً لتفسيرها طبعاً، والأعجب أن دي ميستورا صار يردد أن خطته لا تتعارض مع هذا البيان، مع أنها تلتفّ عليه، بل تتجاوزه.