لم تنفع الحملات العديدة التي أطلقها ناشطون وصحفيون وحقوقيون وسياسيون سوريون؛ للضغط على المجتمع الدولي لإيقاف ما يحدث في سوريا من إجراءات قسرية تطبق على الأراضي السورية، طالما أن هناك سياسة متنوعة “الكيل بمكيالين”، بين التصريحات الهوائية والتطبيق الجائر من أمريكا والدول الفاعلة في العالم وغطاء روسي لميليشيات حاقدة ونظام تابع لإيران يسعى على الدوام لإرضاء من يستند عليه لبقائه على كرسيه الموّرث.
تواطؤ مجتمع بات مكشوفاً ولا يخفى على أحد إزاء ما يحدث في سوريا، أعوام عديدة أذاقت السوريين ويلات الحرب وبمختلف الألوان، دونك عن السياسات القسرية والتحركات العسكرية.
بالأمس بدأ تهجير جديد مع تخوف الناشطين من خطة تغيير ديمغرافي تكاد تكتمل في سوريا، نفذ الاتفاق الذي عقدته أخيراً هيئة تحرير الشام وأحرار الشام مع ممثلين لإيران وآخرين من حزب الله اللبناني والنظام السوري، ويقضي الاتفاق إنهاء معاناة المحاصرين وعددهم أكثر من 10 آلاف في بلدات ومدن كفريا والفوعة الموالية للنظام السوري والزبداني ومضايا وتسيطر عليها المعارضة المسلحة.
اتفاق المدن الأربع يسير وفق ما خطط له، الدفعة الأولى من بلدتي كفريا والفوعة وصلت إلى منطقة الراشدين في محيط مدينة حلب لتدخل المدينة بمجرد وصول المهجرين القادمين من بلدتي مضايا وبقين في ريف دمشق إلى مناطق سيطرة المعارضة في الشمال السوري.
قضت تلك المرحلة في صيغة أولية: تقتضي على خروج مسلحي ميليشيات موالية للنظام ومن يرغب من المدنيين من بلدتي كفريا والفوعة المحاصرتين في ريف إدلب، وفي المقابل يخرج مقاتلو المعارضة ومن يشاء من المدنيين من “مدينة الزبداني وبلدات مضايا وبقين والجبل الشرقي ووادي بردى” في ريف دمشق الغربي، كلها مناطق يحاصرها حزب الله اللبناني وقوات النظام, أما عن العقبات قبيل التنفيذ كانت مع تهديد سكان القرى المحيطة ببلدات كفريا والفوعة بإفشال الاتفاق؛ مالم يفرج النظام عن فتيات من هذه القرى معتقلات في سجونه, ذاك ما دفع على تنفيذ عملية الخروج على دفعتين من البلدات والقرى المعنية، سيكون الإفراج عن هذه الفتيات المعتقلات الشرط الضامن لاستكمال تنفيذ الاتفاق.
ذلك التغيير الديمغرافي تحت مسميات التسويات أو “المصالحة الوطنية” لن يجعل نهاية للمخاوف حول تقسيم سوريا وتقديمها للحلفاء, خاصة بعد إعلانها مشروع الدستور السوري، المتضمن إمكانية استفتاء السوريين على حدود وطنهم.
لحظات وداع مؤلمة بين المقاتلين وذويهم وثقتها عدسات وصفحات ومواقع للتواصل.. أرسلوا الباصات البيضاء لكفريا والفوعة والباصات الخضراء للزبداني ومضايا في إشارة إلى أن الحافلات الخضراء أصبحت رمزاَ لتهجير المناطق الخارجة عن سيطرة النظام إلى أجل غير مسمى.
مع صمود الأهالي في مضايا والزبداني أمام الجوع والقصف والطيران وقنص المدنيين والاقتحامات يحق لهم أن يرفعوا رؤوسهم عالياً مثل أهالي داريا الأحرار.
المركز الصحفي السوري – بيان الأحمد