تمادى خامنئي في خطابه الديماغوجي خلال لقاء مع قادة الحرس ، تحدث عن جاذبية الحرس و الباسيج أمام الشباب ، أعاد كراهية الناس للحرس إلى “الحيل والخدع” التي يمارسها العدو ، وصنفه بأنه أكبر منظمة مناهضة للإرهاب في العالم.
أشار خامنئي إلى دور الحرس في حماية الدكتاتورية الحاكمة الموشكة على السقوط في دوامة الأزمات بتساؤله “من استطاع إنهاء الاضطرابات و إنقاذ البلد ، من يستطيع أن ينقذ أهالي كردستان ، و بلوشستان، ومواطني مناطق البلاد المختلفة، وتجنيب الناس في طهران هجمات إرهابية ضخمة ، غير الحرس”.
تدلل اللغة المستخدمة في الخطاب على اعتماد خامنئي المتزايد على الحرس ، وإطلاق يديه لقمع و نهب الإيرانيين في مناخات الانفجار التي يشهدها الشارع ، فلم تزل فورة الغضب الاجتماعي والكراهية التي بلغت ذروتها في انتفاضة 2022 مشتعلة في كل ركن من أركان البلاد ، مما يكرس الصورة السلبية للتشكيلين اللذين يحميان نظام الملالي.
ولا يخفى على المراقبين أن حالة المجتمع المتفجرة وأعمال القمع والنهب الجامحة التي يقوم بها الحرس و حكومة رئيسي ، تتسبب في رفع الأصوات ضد هاتين المؤسستين و خامنئي داخل النظام ، مما دفع الولي الفقيه للدعوة إلى “الوحدة الوطنية” معترفًا بانعدام الثقة وانتشار روح الكراهية في قواته.
أرعب الوضع المتفجر خامنئي ، و أجبره على ذرف دموع التماسيح على “الطبقات الدنيا” قائلًا “واجبنا اليوم هو مساعدة الناس ، ولا سيما الطبقات الدنيا منهم ، لم يعد ذلك متعلقًا بالحرس ، كل مسؤولي الدولة ملزمون بالقيام بأعمال جهادية ، و العمل ليل نهار ، و عدم معرفة التعب”.
يحاول الولي الفقيه من خلال خطاباته رفع الروح المعنوية للحرس و الباسيج ، في مواجهة عاصفة الغضب والكراهية والاستنكار الدولي التي يواجهانها ، بعد النجاحات التي حققتها المقاومة الإيرانية في العالم وعلى الساحة السياسية الدولية ، واستطاعتها وضع الحرس على طاولة الحكومات لإدراجه في قائمة المنظمات الإرهابية.
عبر خامنئي عن المأزق الذي يواجهه نظامه بمخاطبة الحرس قائلا “لا ينبغي أن نتعب ، اليوم ليس يوم التعب، ليس اليوم الذي يجب أن نكون فيه خائبي الأمل” لكن نجاح مهمته مستحيل في ظل التطورات المتلاحقة.
يضرب الولي الفقيه على حديد بارد ، بمحاولاته رفع الروح المعنوية للحرس و الباسيج ، فهو يتجاهل تشخيص خبرائه لهشاشة حكمه ، وتأكيداتهم على استحالة استمرار النظام بعد تآكل دعائمه ، وتجاوزه النقطة التي تسمح بإصلاحه.