بينما تشارف فترة أوباما الرئاسية، التي استمرت لثمانية أعوام، على الانتهاء، يواجه أوباما المزيد من الانتقادات بسبب فشله في وقف المجزرة في سوريا، حيث يعتقد كثيرون أن ذلك يمثل أفدح أخطاء أوباما، ولكن البدائل التي يشير إليها منتقدوه كان يمكن أن تؤدي للمشاكل كذلك.
إن منتقدي أوباما يدينون قراره بعدم القيام بتدخل عسكري قوي وفعال من أجل الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد في وقت مبكر من الصراع، حيث كان من الممكن عندئذ أن تدعم الولايات المتحدة الأميركية قوى أكثر اعتدالا من المفترض أنها كانت فاعلة على الأرض أو على أقل تقدير يقول منتقدوه إنه كان يتوجب عليه تطبيق «الخطوط الحمراء» التي وضعها مثل التدخل في حالة قيام نظام الأسد باستخدام أسلحة كيماوية.
ويقال إن فشل أوباما في التدخل بشكل مبكر وحاسم يعني أنه تهرب من «مسؤولية حماية» المدنيين من الحكومات التي ترتكب جرائم حرب ضدهم وهي مسؤولية تدعمها الأمم المتحدة، كما أنه ترك المجال لقوى خارجية تدعم الأسد -وخاصة روسيا التي أرسلت مدربين وطائرات هجومية لمساعدة قوات الأسد- للتدخل في الصراع.
لقد فشلت تلك الانتقادات في فهم طبيعة الموضوع، فبينما من المؤكد أن أوباما ارتكب أخطاء فيما يختص بسياسته المتعلقة بسوريا وهي أخطاء ساهمت في أن تصبح الأزمة خارجة عن السيطرة، إلا أن التدخل الذي يدعمه بشكل متزايد النقاد الليبراليون والمحافظون الجدد على حد سواء قد أثبت أنه مدمر في أكثر من مناسبة بما في ذلك العراق وليبيا.
إن السياسة التي يجب أن يدعمها النقاد والسياسيون والعامة هي سياسة خارجية أكثر تكاملا، إن وجود مقاربة تجمع بين النفوذ والمنطق ستدعم الأهداف القصيرة والطويلة المدى بحيث يتم اختيارها وإعطاؤها الأولوية طبقا لقدرتها على خدمة المصالح الأميركية، ناهيك من بقية العالم بطريقة مستدامة.
لقد كان من الممكن أن يكون أحد العناصر الأساسية لتلك المقاربة في سوريا هو التعامل مع الأسد، فالقرار الأولي بقطع جميع العلاقات ودعوته للتنحي كان يمثل فشلا في التحليل، علما أن إدارة أوباما لم تستطع لغاية الآن أن تتخلص من تبعات ذلك التحليل.;
العرب القطرية