رهام تنتظر مولودها الأول وتجهّز له ما تيسّر من اللباس، في شهور حملها الأولى، أصاباها مرضٌ شديد، سارعت لطبيبتها لتسألها عن دواءٍ يناسبها ووصف علاجٍ لها إن أمكن، فوصفت لها أدويةً كانت سبباً في تشويه جنينها”.
60 بالمئة من سكان #مخيم #فلسطين سوف يخسرون أملاكهم — المخطط التنظيمي الجديد
رهام تستذكر أشهر حملها قائلةً: “أخذت العلاج بشكلٍ منتظمٍ حتى تعافيت و مع المراجعات المتكررة بدأت تقول لي بأن الجنين مع اقتراب موعد الولادة بقي حجمه صغير، معللةً ذلك بأنه عليّ أن أتغذّى بشكلٍ أكبر وكنت شديدة الاهتمام بحماية جنيني وتغذيته، لكن الأوان قد فات”.
نظرت رهام لابنتها التي تبلغ من العمر 17عاماً، قائلة: ” سحب الدواء الذي تناولته حينها من الأسواق لأنه يحوي تركيبة تشوّه الأجنّة، ولم تعلمني طبيبتي بذلك خوفاً من وقوعها بالمشاكل، وأنا أترقّب يوم الولادة وضمّ طفلتي بأحضاني”.
جاء اليوم ومعه آلامه ولحظاته التي لا تُنسى، مقدمين لي ابنتي بعد أن ارتحت قليلاً وقد لفت كاليرقة مباركين لي فرحتي التي لم أكن لأقدمها لأحد لجمال وجهها، وأهلي من حولي لا يدرون كيف يخبروني بالتشوه الذي أصابها”.
تكمل وعينيها قد انفجرتا بالبكاء وانهالت أدمعها، ” طلبت أن يخففوا القماش عنها، رفضوا الأمر أمي وأختي مرتبكين أحسست حينها بشيء من القلق، سألتهم هل بها شيء؟؟؟
” جلست أختي بجانبي وبدأت بفكّ الغطاء عن الطفلة، وعند رؤيتي لها صعقت أصابني الذهول انفجرت بالبكاء وهم يهدئوني بقولهم قدّر الله قدر الله استهدي بالله ……
رأيت يديها أو نصف اليد لم أعد أقوى على مسكها أو الاقتراب منها، شكل يديها هو عبارة عن مرفق علق مكان الكتف وساعدٍ صغيرٍ وثلاث أصابعٍ في كل يد”.
تقبلت الأمر شيئاً فشيئاً، وتعايشت معه وأدخلتها مدرسة لذوي الاحتياجات الخاصة ورضيت بقضاء الله، وهي الآن الأولى في دراستها ولها طموحها في مجال الكمبيوتر وعالمه، رغم تعرّضها للتّنمر من الكثيرين، لكنها ببراعتها وسموّ روحها تتجاهل كل إنسانٍ سلبي، وأنا بقدر استطاعتي أكون بجانبها رغم خوفي على مستقبلها”.
تعلّمت هذه الفتاة وأمها أن لا تكترثان لكلام أحد من الجارحين، بل لابنة ريهام هدفٌ تسعى جاهدةً لتحقيقه والوصول إليه.
فاطمة براء
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع