المركز الصحفي السوري
ربيع الشمالي
يبدو أن نظام الأسد ليس له سبيل بإرضاء ذوي قتلاه سواه بالانتقام من المدنيين الذين يقطنون المناطق التي تسيطر عليها قوات المعارضة ، يتكرر هذا السيناريو في جميع المناطق السورية بعد خسارته كل معركة .
إذ تشن طائرات الأسد عشرات الغارات على المناطق المأهولة بالسكان وارتكاب المجازر لتُنقل على جميع وسائل إعلامه أن النسور البواسل للجيش العربي السوري قضوا على مجموعات إرهابية في مدينة ما ، ودمرت أوكاراً لإرهابيين في بلدة أخرى .. والضحية هم المدنيين الأبرياء الذين يعانون على مدار الأربعة سنوات الماضية من بطش آلة الحرب التي تفتك بالأطفال والنساء دون تمييزهم عن قوات المعارضة المسلحة ..
فبعد تحرير مدينة إدلب استمر جيش الفتح الذي تشكل قبل تحرير المدينة – و المكون من أقوى الفصائل في الشمال السوري أبرزها ” حركة أحرار الشام الإسلامية وجبهة النصرة وجند الأقصى وفيلق الشام وغيرها ” – استكمل جيش الفتح تقدمه ورسم خطة واضحة لتحرير مدينة جسر الشغور كبرى مدن ريف إدلب والتي تقع غربي مدينة إدلب .
بدأت المعركة التي سميت “بمعركة النصر” بالتمهيد على الحواجز المحيطة بالمدينة والتي تعتبر خط الدفاع الأول عنها ليبدأ بعدها الاقتحام ولتتحرر عدة حواجز على أطراف المدينة أهمها حاجز الكامب وحاجز معمل السكر وحاجز المنشرة وبسيناريو مشابه لما حصل أثناء معركة إدلب ، انهارت قوات الأسد تحت ضربات جيش الفتح وبعد قطع طريق الإمداد الواصل بين مدينة جسر الشغور وبلدة جورين التي تعتبر ثكنة عسكرية لجيش الأسد والموالية له وتعتبر شريان واصل ين حماه وإدلب ،حيث سيطر مقاتلو المعارضة على بلدة السرمانية من جهة جبل الأكراد وبذلك فقدت جميع طرق الإمداد إلى مدينة جسر الشغور . لتنسحب بعدها قوات الأسد من المدينة بتاريخ 25-4-2015 وحسب ما صرح أحد القادة في غرفة عمليات النصر أن “عدد قتلى قوات الأسد في مدينة جسر الشغور و محيطها تجاوز الـ 1500 قتيل ، بينما تجاوز عدد أسراه الـ 600 عنصر ” . وتزامن ذلك مع هجوم لحركة أحرار الشام الإسلامية وبعض فصائل الجيش الحر على الحواجز المنتشرة في سهل الغاب ويتم سيطرتهم على عدة حواجز كان أهمها حاجز القاهرة وتل زجرم وتل واسط ومخازن الحبوب ، كل هذه الحواجز سيطر عليها مقاتلو المعارضة بيوم واحد تزامناً مع سيطرتهم على مدينة جسر الشغور ليخسر الأسد بقعة استراتيجية في الشمال السوري وينتهي حلمه باسترجاع مدينة إدلب ولتتحاصر قواته المتبقية في مدينة أريحا ومعسكر المسطومة ، ولم يكتف جيش الفتح بهذه الانتصارات إذ استكمل هجومه من جهة أخرى على معسكر القرميد وسيطر عليه بتاريخ 27-4-2015 ، والذي يقع شرقي مدينة أريحا على طريق أريحا سراقب و يعرف بأشد المعسكرات التابعة لجيش الأسد في إدلب شراسة وارتكاباً للمجازر ، إذ وثق ناشطون مقتل 5000 شخص بالقذائف والصواريخ التي أطلقت من معسكر القرميد . وتعلن الفرحة الذي انتظرها مئات الآلاف من المدنيين في ريف إدلب بعد تحرير المعسكر .
وكعادته نظام الأسد بآلته المجرمة ينتقم من المدنيين ويبدأ قصف مدنهم وبلداتهم وقراهم . بمختلف أنواع الأسلحة ليسقط على أثرها مئات القتلى من الأبرياء مع صمت دولي رهيب .
إذ ارتكبت طائرات الأسد مجزرة مروعة في مدينة دركوش يوم الأحد 26-4-2015 بعد قصف إحدى الطائرات سوقاً شعبياً بالمدينة ويسقط أكثر من 50 قتيلاً جميعهم من المدنيين والأطفال والنساء . ولتقصف بلدة كفرعويد في جبل الزاوية بعد يوم واحد من مجزرة دركوش ببراميل متفجرة تحوي غازات سامة تسببت باختناق ما يقارب 100 شخص نقلوا جميعهم إلى المشافي الميدانية القريبة ، كما استهدفت بنفس التوقيت بلدة الحواش بسهل الغاب التابع لمحافظة حماه ببراميل متفجرة تحوي غازات سامة أصيب على أثرها عشرات المدنيين بحالات اختناق .
هذا الحال ينطبق على جميع قرى وبلدات إدلب وبالأخص قرى جبل الزاوية التي لا تكاد سماؤه تخلو من الطيران وأحياناً يصدف وجود 5 طائرات في وقت واحد في الجو ، يقول حسن أحد المراصد التي تتابع حركة الطيران من المطارات : “بعد تحرير إدلب وجسر الشغور فقد الأسد صوابه وبدأ بقصف مكثف جداً على جميع بلدات ريف إدلب عن طريق سلاح الجو ، إذ تنطلق أحياناً 5 مروحيات في وقت واحد للقصف وطائرة حربية أيضاً وجميع حالات القصف التي نرصدها هي في مناطق المدنيين ” .
بينما قضى طفل وأصيب العشرات بحالات اختناق صباح يوم السبت 2-5-2015جراء استهداف الطيران المروحي للنظام السوري بلدة النيرب ومدينة سراقب في ريف إدلب ، بـبراميل متفجرة تحوي غاز الكلور السام، وقالت شبكة سوريا مباشر إن معظم حالات الاختناق أصابت أطفال البلدة، وأشارت إلى أن الطفل الذي لم يتجاوز عامه الأول قضى جراء استنشاق كمية من غاز الكلور السام.
يذكر أن ازدياد وتيرة القصف بالطيران التابع لنظام الأسد يأتي بعد فصل الشتاء الهادئ نسبياً بسبب الغيوم والأمطار التي تعيق حركة الطيران، وتشهد مناطق ريف إدلب حركة نزوح كبيرة إلى الحدود السورية التركية .
تقرير :ربيع الشمالي