رأى أستاذ دراسات الشرق الأوسط في جامعة مرمرة بمدينة إسطنبول، جنكيز طومار، أن تركيا سئمت من المبررات والأعذار الغربية تجاه الأزمة السورية وخصوصا أزمة اللاجئين، لذلك بدأت تتقارب مع روسيا في الآونة الأخيرة.
جاء ذلك خلال مشاركته في برنامج “ما وراء الخبر” على قناة الجزيرة القطرية، والذي ناقش مسار العلاقات الروسية التركية وزيارة الرئيس فلاديمير بوتين لتركيا، ومن بين ذلك تعزيز العلاقات الاقتصادية وتأثير التقارب بينهما على الملف السوري.
وقال طومال، بحسب الجزيرة نت، إن تركيا بدأت تطور علاقتها مع روسيا بعد أن سئمت من المبررات والأعذار الغربية تجاه الأزمة السورية وخصوصا أزمة اللاجئين، وكذلك وجود “فتح الله غولن”، مدبر المحاولة الانقلابية في الولايات المتحدة الأمريكية.
من جانبه، قال مدير مركز المشرق للشؤون الإستراتيجية سامي نادر متحدثا من بيروت، إن هناك إعادة تموضع للطرفين، فموسكو بحاجة إلى غطاء إسلامي بعدما تسرب قبل عام أنها تخوض حربا صليبية في سوريا، وهذا ستكون له انعكاسات سلبية كبيرة عليها.
ومضى نادر يقول إن روسيا تريد أيضا موازنة الدور الإيراني سواء في سوريا أو العراق، وكذلك زعزعة معسكر الناتو الذي تنضوي تحته تركيا. وأخيرا يمثل التقارب تخفيفا للأعباء الاقتصادية بعد العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها.
هذا التطبيع الروسي مع تركيا يراه الدبلوماسي الروسي السابق والخبير في شؤون الشرق الأوسط فاتشيسلاف ماتوزوف إستراتيجية روسية، لأن تركيا دولة كبيرة ومهمة وجارة لروسيا، كما أنها ترتبط ارتباطا متينا مع مسلمي روسيا.
وأشار ماتوزوف إلى أن الخلافات في الملف السوري ما زالت قائمة، فتركيا ترى ضرورة رحيل بشار الأسد وما زالت تقول هذا الآن، ولكن من دون “عدوانية” وتهديدات كما في السابق، وفقًا للجزيرة نت.
جنكيز طومار زاد على ما قاله ماتوزوف بأن تركيا تنازلت بعض الشيء فيما يتعلق بمصير الأسد، مضيفا أن كل المشاكل العالقة انتهت بين البلدين، ما عدا مشكلة الأسد هل سيبقى حتى بدء المرحلة الانتقالية أم لا؟
لحل الملف السوري الشائك يبدو أن تركيا وروسيا ستشكلان القاطرة التي تضطلع بهذه المهمة. هذا ما يراه سامي نادر، معتبرا أن تركيا وهي تسيطر على خمسة آلاف كيلومتر مربع أصبحت قادرة على الجلوس إلى طاولة المفاوضات، مؤكدا أن المنطقة الآمنة التي رفضتها أميركا وأوروبا جعلها الأتراك أمرا واقعا.
ترك برس