شكك خبراء دوليون في صدق نوايا نظام الرئيس السوري، بشار الأسد، بتسليم ترسانته من الأسلحة الكيميائية في الوقت المحدد، خاصة وأن مهلة التسليم التي كان من المقرر أن تنتهي لم تحترم،معتبرين ان الأسد يريد الاحتفاظ بأوراق للمقايضة، في حين ردت دمشق بادعاء تعرضها لحملة “ظالمة” داعية لـ”وقف الكلاب عن النباح.”
وفي موازاة ذلك، تنتظر سفينة دنماركية في قبرص منذ أيام لنقل المواد الكيميائية من سوريا، ولكن خطة إتلاف الكيميائي التي كان من المفترض أن تنجز بسرعة تباطأت بشدة، وفقا لما أكده مسؤول اميركي لـCNN، وهو أمر يتفق معه عدد من المسؤولين الدوليين الذين يتابعون بقلق هذا الملف.
وكانت دمشق قد تعهدت بتسليم العناصر الأكثر سمية من ترسانتها بحلول نهاية كانون الأول الماضي، على أن تسلم مواد أخرى يمكن مزجها لتكوين السلاح الكيميائي بحلول الخامس من شباط الجاري، الأمر الذي لم تقم به حتى الساعة.
وفي هذا الاطار، راى مارك فيتزباتريك، المحلل لدى المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، في حديث لـCNN أن الأسد وافق على تسليم السلاح الكيميائي لأنه كان عرضة لخطر حقيقي، ولكنه أدرك لاحقا أنه بحال تخلى عن تلك الأسلحة وفقا للبرنامج المحدد فسيفقد أوراق القوة التي لديه، معتبرا ان تلك الأسلحة هي ورقة للمساومة ليكون لدى الاسد ما يقدمه كشريك في الصفقة الدولية.
و كانت روسيا قد تعهدت بإنجاز تقديم الأسلحة في الأول من آذار المقبل، وهو موعد جديد يجب انتظاره لمعرفة ما إذا كانت دمشق ستلتزم به، غير أن وكالة الأنباء السورية نقلت الثلاثاء عن نائب وزير الخارجية، فيصل المقداد، قوله إن بلاده تتعرض لـ”حملة ظالمة وكاذبة” مؤكدا أن دمشق “نفذت الكثير من التزاماتها قبل موعدها بوقت طويل.”
واتهم المقداد بعض الدول بعدم الوفاء بتعهداتها لمساعدة سوريا على تدمير ترسانتها من السلاح الكيميائي، دون كشف هوية تلك الدول وأضاف: “الحكومة السورية ستتابع التنسيق مع بعثة الأمم المتحدة ومنظمة الأسلحة الكيميائية المشتركة في سوريا من أجل تنفيذ كل هذه الالتزامات وضمن الحدود الزمنية المتفق عليها ولكن عليهم أن يوقفوا كلابهم عن النباح وأن يتوقفوا عن التحريض وتسريب معلومات للمجموعات الإرهابية عن أماكن تخزين ومرور هذه الشحنات.