سيُسجل التاريخ بأحرف من ذهب وبأحرف من دماء الصفويين أن معركة خان طومان التي خاضها أبطال جيش الفتح كانت مفخرة العرب والمسلمين، فقد أعادت أمجاد ذي قار ونهاوند وتشالديران، بعد أن تجسد فيها الحلف العربي الإسلامي الشعبي بشبابه بعيدًا عن دوله والتزاماتها الدولية المرهقة، سيُسجل التاريخ أن فتية من الشباب الأبطال أذاقوا صفويي العصر مُرّ الكأس جعلت كبار قادتهم يهرعون إلى الشام من أجل الانتقام، فكان الانتقام الشامي المضاد لحلب والغوطة وبانياس وحمص وكل بلدات الشام، ومعها كل بلدات العراق واليمن فسقط العديد منهم قتلى وجرحى وأسرى.
الصراخ على قدر الألم، ولذلك كان صراخ قادة الصفويين شديداً وعالياً بالأمس على هذه المجزرة التي لحقت بهم والتي أوقعت بحسب المصادر الرسمية 13 قتيل وأكثر من 21 جريح، بينما تتحدث المصادر الإيرانية الأخرى عن سقوط أكثر من ثمانين قتيلًا ومعظم القتلى من قوات النخبة المنتمية إلى محافظة مازندران المعروفة بشراسة مقاتليها منذ الحرب العراقيةـ الإيرانية.
وكعادة الصفويين ألقوا باللائمة على تركيا التي تسمح لمن تصفهم بالإرهابيين بالعبور عبر أراضيها، ويكذبون مرات ومرات وكأنهم هم من الميدان والقصاع وليسوا أعداء غزاة محتلين مجرمين قدموا لتدنيس أرض الشام، التي لم تعد تنظر إليهم إلا على أنهم أدوات وأحجار شطرنج على رقعة روسية ـ أميركية…
سعت وكالة تسنيم شبه الرسمية الإيرانية إلى اتهام أنقرة بتسهيل حركة المسلحين ودبابتهم وعبر ممر سري طوله 2 كم من حدودها، كلام مهزلة ومسخرة ومضحك، ومن المعيب أن يقوله إنسان سوي، فالكل يعلم أن جيش الفتح وثوار الشام يسيطرون على محافظة إدلب ومعظم محافظة حلب وبالتالي ليسوا بحاجة إلى تركيا ولا إلى سطح القمر ليتحركوا من خلاله ويحركوا معداتهم العسكرية الموجودة أصلاً في مناطق النزال.
تحالف الروسي المجرم مع الصفوي الأجرم ومعهما حثالاتهما الطائفية والمليشياوية وذلك للثأر لهزيمتهم التي مرّغت كرامتهم وجبروتهم بتراب العيس وخان طومان، فقصفوا المنطقة بأكثر من تسعين غارة جوية ولكن مع كل هذا ثبت ليوث الإسلام أحفاد ذي قار ونهاوند وتشالديران، وعلى الرغم من كل الهجمات التي شنها وقادها المجرم قاسم سليماني إلا أنها باءت بالفشل بفضل الله ثم بجهود أبطال جيش الفتح الذين قدموا صورة مشرقة عن تحالف الجماعات الجهادية والثورية وعن مدى ثمرة الوحدة والاتحاد مهما تكالب الأعداء والغزاة، وقدموا دروسًا للثوار والمجاهدين الآخرين في الشام على أن الوحدة تصنع الأعاجيب، وكذلك على أن القتال والسلاح هو من يحسم المعركة لا التفاوض في جنيف واستجداء القاتل المجرم في أن يُنعم عليك بفتات حل وبكسرة سلطة.
الكلمة الفصل في معركة خان طومان وما بعدها بإذن الله أن الثورة الشامية لم يعد أعداؤها بمستوى دول إنما هي أدوات كإيران ولا مليشيات طائفية تستخدم ضمن الألاعيب الدولية مثل حزب الله وغيره، الثورة الشامية اليوم فرضت أجندتها على قوى عظمى، أو هكذا تسمى حتى الآن، ولذا مع الغزو الروسي للشام لم يعد هناك كلمة لإيران ولا لأدواتها، وما على تركيا وغيرها إلا أن تستثمر اللحظة التاريخية بدعم قوي وفعال لأبطال الشام ليعيدوا مجد ذي قار ونهاوند وتشالديران وقد أعادوا بعضه في خان طومان، فسلام عليكم أيها الأحرار يوم انتفضتم ضد الظلم ويوم قاتلتم الغزاة الروس والإيرانيين المحتلين ويوم انتصرتهم في ذي قار العرب ونهاوند وتشالديران الإسلام…
ترك برس