ارتفع يوم السبت الماضي، سعر الدولار 64000 تومان. هذا الارتفاع في سعر الصرف، أو بشكل أكثر دقة، بمعنى الانهيار السريع للعملة الوطنية، وهو مؤشر على الانهيار السريع لاقتصاد البلاد. انهيار واضح ولا يمكن إنكاره لدرجة أن خامنئي خصص الكثير من خطابه لوكلاء النظام بهذا الشأن يوم الأربعاء.
وقال الولي الفقيه العاجز، الذي ليس همّه اقتصاد إيران، بل هو خائف من حالة المجتمع المتفجرة وخطر الانتفاضات في البلاد، تحت عنوان “حقائق مريرة في اقتصاد البلاد”: “الجزء المرير من الاقتصاد هو الغلاء، وعدم استقرار السوق ، وانخفاض قيمة العملة الوطنية، والمسافة بين طبقات المجتمع”. بالطبع، ذكر أيضا بطريقة سخيفة بما يسمى حقائق حلوة للاقتصاد قائلًا “الجزء الجميل من الاقتصاد هو أنشطة البنية التحتية الواسعة التي تحدث، والتي ستظهر نتائجها على المدى المتوسط وليس الطويل.”
وإذا أخذنا على محمل الجد كلام خامنئي هذا، فنجد أن المرارة الاقتصادية للجميع هي حقيقية وفعلية على أرض الواقع، والأمر الحلو والجميل كله كذبة، وإحالة لمستقبل وهمي! أما بالنسبة لتسارع الأزمة والحقائق على الأرض، فيكفي أن نلاحظ أنه خلال ال 15 يوما التي مرت منذ العام الإيراني الجديد 1403، ارتفع سعر الدولار بنحو 20 في المائة، وبالمثل زاد السعر والتضخم وعدم رضا وغضب الناس، وخاصة المحرومين والكادحين.
إن مقارنة كلمات خامنئي أمس بتصريحاته في 20 مارس هي علامة أخرى على تصعيد الأزمة. وفي عيد النوروز، أشار إلى المشاكل الاقتصادية باعتبارها واحدة من القصص الإخبارية المريرة في العام الماضي، ووصف “الانهيار الاقتصادي” بأنه إرادة العدو. لكن بعد 15 يوما تطرق إلى حالات محددة من الانهيار الاقتصادي، وهي “الغلاء، وعدم استقرار السوق، وخفض قيمة العملة الوطنية والفجوة الطبقية”.
تظهر هذه الحقائق المادية القاسية سبب إثارته للحرب لكونه يرى في ذلك مخرج النظام من المأزق المميت ولمنع الانتفاضة. وعندما رأى خامنئي في 20 آذار (مارس)، مخرج نظامه في الإثارة للحروب، قال قائد المقاومة: «بالنظر إلى الظروف الموضوعية للمجتمع الإيراني والوضع الثوري، نفهم أفضل لماذا أصبح خامنئي ملكيًّا أكثر ملك بالنسبة للفلسطينيين. إنه يعقد الأمل ويرى السبيل الوحيد للخروج من المآزق الاقتصادية والاجتماعية والسياسية الشاملة التي يواجهها نظامه في مواصلة الحرب والقتل في غزة وتوسعها في “غرب آسيا”، ويقول: “اليوم، القضية الأولى هي قضية فلسطين وغزة. المقاومة في غرب آسيا هي القضية الأساسية اليوم”. ولكن الآن أصبح “رأس الأفعى” عالميًّا، والجميع يعلم أنه بالنسبة لخامنئي، فإن حفظ النظام هو “الهدف”، وكما قال إمامه خميني، “أوجب الواجبات”».
ولكن الآن، بعد ستة أشهر من الحرب والمذابح في غزة وخلال الأيام الـ 15 الماضية، أصبح واقع “رأس الأفعى” الذي أكدت عليه منظمة مجاهدي خلق والمقاومة الإيرانية باستمرار أكثر وضوحا على الصعيد العالمي وأصبح يعيد ما ابتلعه خامنئي في غزة ويتم سحبه من حلقه أكثر من اليوم السابق.
إن تسارع أزمات النظام وعجز الولي الفقيه في الأسبوعين الأولين من رأس السنة الإيرانية الجديدة هو مقدمة لتسارع التطورات في العام الجديد، الأمر الذي يتطلب يقظة وتأهب سياسي من قوى الجبهة الشعبية والثورة الديمقراطية.