ويهدف التجمع المقرر تأسيسه إلى سحب البساط من رجال دين مناهضين للدور الإيراني في العراق بحيث يكون الكيان الجديد ممثلاً رسمياً عن سنة العراق الذين يقبع نصفهم في خيام ومعسكرات النزوح أو المنفى الإجباري وبشكل يعيد للأذهان الأيام الأولى للاحتلال الأميركي التي استقدمت بها واشنطن ممثلين عن الطوائف العراقية دون أن تطرح حرية القبول أو الرفض.
وقال الملا، أمس الثلاثاء، إنه “مع مرجعية دينية متنوعة الأفكار تقود الوضع الديني السنّي في العراق ومؤمنة بالوسطية والاعتدال وقبول الآخر واحترام خصوصية الأديان والمذاهب الأخرى”، وذلك في أول تعليق له على حراك تأسيس الكيان الديني الجديد.والملا من مواليد البصرة 1967، برز اسمه بعد الاحتلال الأميركي للعراق كممثل لسنة البصرة وجنوب العراق، حاصل على بكالوريوس في العلوم الشرعية من كلية الإمام الأعظم في بغداد عام 1998.
ويقول إنه حاصل على شهادة الدكتوراه من بيروت في معهد يعرف باسم “معهد الدعوة الجامعي” دون أن يذكر سنة حصوله عليها أو الجامعة التي يتبعها المعهد أو اسم أطروحته في سيرته الذاتية.
عرف عن خالد الملا تقربه للحكام من خلال المدح وإصدار الفتاوى التي تتناغم مع السلطة الحاكمة في العراق بعد عام 2003، من بينها اعتبار رئيس الوزراء السابق نوري المالكي خليفة للمسلمين واجب الطاعة، كما أنه يؤمن بأن الثورة الإيرانية يجب أن تكون ملهمة للأمة الإسلامية، داعياً للاقتداء بفكر مؤسسة الجمهورية الإسلامية علي الخميني الذي يقول إنه كان إماماً وقائداً.
حاول الملا التقرب من الأوساط السياسية عن طريق تأسيس مؤسسة “الوسطية والاعتدال” في العراق، والمساهمة في تشكيل جماعة علماء العراق، التي أسسها رئيس ديون الوقف السني عبد اللطيف هميم عام 2007، ثم أصبح عضوا في الائتلاف الوطني الجديد.
ومنذ تولي المالكي الحكم عام 2006، أصبح الملا من العلماء المقربين للسلطة ومن أقرب أصدقاء المالكي بعدما سارع لإصدار مجموعة فتاوى ضد طائفته “السنية” التي كان وما يزال يتهمها بـ”الإرهاب”، بل ذهب إلى أكثر من ذلك في خطاباته ومقالاته، التي تقول إن هذه الطائفة تؤيد الإرهاب وتناصره.
دخل خالد الملا عالم السياسة بشكل مباشر حين رشح نفسه أكثر من مرة كـ”سني” ضمن “الائتلاف الشيعي الحاكم” لكنه لم يحصل إلا على عدد قليل من الأصوات في محافظته البصرة، لم تؤهله لدخول البرلمان.
وبعد اجتياح “داعش” الموصل ومدن عراقية أخرى في يونيو/حزيران 2014، وتشكيل مليشيا “الحشد الشعبي” أصدر الملا مجموعة بيانات وظهر في مقابلات متلفزة، أكد فيها تأييده الكامل للمليشيا التي وصفها بـ”المقدسة”.
وعلى الرغم من الانتهاكات والجرائم التي ارتكبتها مليشيا “الحشد الشعبي”، إلا أن خالد الملا الذي يضع نفسه في مقدمة علماء “تحريم الدم العراقي”، لم يصدر ولا حتى إدانة واحدة لهذه الأعمال، بل على العكس كان يكيل المديح للسياسيين الذين لديهم أجنحة مسلحة تعمل ضمن المليشيات.
العربي الجديد