زجّت الحكومة الإيرانية بعدد كبير من المليشيات والفصائل المسلّحة للقتال إلى جانب قوات النظام السوري. وقد استعرض “العربي الجديد” عدداً من هذه القوات ويواصل استعراض المزيد منها فيما يلي، لينتهي إلى الحديث عن دور قوات “الباسيج” والجيش الإيراني المباشر في الحرب الجارية في سورية:
لواء فاطميون
يتم تداول اسم هذا اللواء كثيراً في المواقع الإيرانية عندما يتعلق الأمر بالعسكريين المتواجدين في سورية. وكما يضم عسكريين إيرانيين، فهو مكون كذلك وبشكل رئيسي من عسكريين من الأفغان المقيمين في إيران، ويشرف عليه بشكل مباشر فيلق القدس.
معظم المنتمين لهذا اللواء من الشباب، ويقفون في الصف الأول في بعض مناطق النزاع السورية. ويعود تشكيل هذه المجموعة بالأساس لعقود ولت بحسب بعض المصادر، حيث كان يطلق عليهم اسم حراس النبي محمد. وهم مجموعة كانت تلقى دعماً إيرانياً للوقوف بوجه السوفييت في أفغانستان. واستمر تواجدهم في فترة حكم طالبان، وعرف أفرادها بولائهم لقائد الثورة الإسلامية، روح الله الخميني. وبمرور الوقت تضاءل حضورهم على الساحة الأفغانية.
ومع ارتفاع وتيرة الصراع في سورية، وبوجود عدد من هؤلاء، بالإضافة لوجود أفغان من الطائفة الشيعية يقطنون كلاجئين في إيران، تمت إعادة إحياء اللواء تحت مُسمَّى “فاطميون”. وشكلت المجموعة من جديد بخمسة وثلاثين شخصاً وحسب. وتولى المهمة قائدهم الملقب بـ”أبو حامد”، الذي قُتل في سورية لاحقاً. وكان المنتمون لفاطميون من أول العسكريين القادمين من إيران ممن دخلوا إلى سورية. وتنقل بعض المواقع أن أعدادهم اليوم بالمئات، لا بل يرجح البعض أنهم بالآلاف.
وفي رواية أخرى نقلتها المواقع الرسمية الإيرانية عن أحد أعضاء هذا اللواء، جاء فيها أن مجموعة فاطميون كانت تسمى بداية “محبُّو السيدة رقية” وكانت مهامها دينية وحسب، ومركزها كان في مشهد شمال شرقي إيران. لكن بعد تصاعد الأزمة في سورية واتخاذها لمنحى آخر، قرر أعضاؤها وهم قلة لا يتجاوزون الثلاثين القيام بواجبهم الشرعي هناك، كما ذكر. وقال هذا المصدر أيضاً إن لواء فاطميون كان غير مدعومٍ بداية ولم يكن مسلحاً. لكن عملهم تطور مع الوقت وارتفعت أعدادهم رويداً رويداً. كما ازداد عدد قتلاهم بشكل ملحوظ في كافة مناطق النزاع السوري.
لواء زينبيون
يضم هذا اللواء عسكريين من الباكستانيين. ودفن عدد من قتلاهم في إيران، وخاصة في مدينة قم. ونقلت مجلة “بنجره” الإيرانية في حوار مع أحد قادة هذا اللواء واسمه الحركي “كربلا” قوله إنه “تم تشكيل اللواء في مدينة مشهد وأن غالبية أعضائه من الشيعة الذين كانوا يرفضون الظلم الممارس بحقهم في باكستان”، وهو ذاته أكد مشاركة هذه القوات بعمليات خان طومان بالقرب من حلب.
وقال رجل الدين الإيراني المعروف، حجت الإسلام علي رضا بناهيان عن “زينبيون” إنهم كقوات حزب الله وغيره من المدافعين عن “الحرمين الشريفين” من ناحية أهميتهم وجودة عملهم العسكري، مؤكداً أنهم يتسلمون أصعب العمليات الميدانية والجهادية في سورية، حسب تعبيره.
لواء نبويّون
يشرف على هذا اللواء الحرس الثوري أيضاً. يضم عسكريين إيرانيين من المذهب السني، ونقل تقرير خاص لموقع رجانيوز الإيراني، أن معظم هؤلاء من السنة المستقرين في محافظة سيستان وبلوشستان جنوب شرقي إيران، وبأن “غيرتهم على الدين الإسلامي هي التي دفعتهم للذهاب إلى سورية كمتطوعين يصنفون أحياناً من قوات التعبئة ويشرف عليهم الحرس، ومن أبرز أسماء قتلاهم عمر ملازهي (26 عاماً) وسلمان برجسته (22 عاماً)”.
قوات التعبئة (الباسيج)
إضافة لكل المليشيات التي يقودها الحرس، لا يمكن إغفال دور المتطوعين أو العسكريين المنتمين لقوات التعبئة الرسمية في إيران المعروفة باسم “الباسيج”، وهي المنضوية بدورها تحت لواء مؤسسة الحرس الثوري، وتعد تنظيماً شبه عسكري، يتكون من متطوعين مدنيين يصل عددهم لما يقارب 11 مليوناً في الداخل الإيراني، ومنهم قوات الباسيج الخاصة، القوات العادية، بالإضافة إلى القوات الفاعلة. ومن يذهب منهم إلى سورية، يصنف من المتطوعين المنظمين والمدربين، ويخضع لدورات تدريبية مكثفة.
يقسم هؤلاء بدورهم إلى ألوية يبرز منها اسم لواء الإمام الحسين 123. ويعد العميد عبد الرضا مجيري أحد أبرز قادة هذا اللواء وهو الذي فقد حياته في سورية، إثر اشتباكات في نوفمبر/تشرين الثاني العام الماضي.
بالإضافة لوجود أسماء عديدة ممن هم محسوبون على قوات التعبئة التي تقف جنباً إلى جنب مع الحرس ممن فقدوا حياتهم في الجبهات السورية. وقد لفتت زيارة قائد هذه القوات محمد رضا نقدي والتي قام بها مؤخراً إلى سورية، غالبية المواقع الإيرانية، حيث نشرت صوراً للرجل وهو يرتدي زياً عسكرياً، وأفادت أنه تم التقاطها في القنيطرة وهو قريب من الحدود مع الجولان السوري المحتل. ونقلت رسالةً مفادها بأن حرب إيران موجهة ضد إسرائيل.
العربي الجديد