يصادف اليوم الذكرى التاسعة لاندلاع الثورة السورية، والتي بدأت شرارتها من محافظة درعا على يد أطفالها عندما رسموا بأيديهم عبارات الحرية على جدران منازلهم ومدارسهم ليملؤوا سوريا ضياء.
يقول السوريون أن عام 2018 كان مليئاً بالأحداث الهامة والضغوطات على الثورة السورية، ما أفقدها العديد من مناطقها في شمال وجنوب سوريا .
روسيا وإيران دعما نظام الأسد بشكل قوي خلال عامي 2017 و 2018 لتتغير خريطة السيطرة العسكرية في سوريا بين الأطراف المتصارعة إلا أن المعارضة هي أول الخاسرين، فالنظام بدأ بحي القدم في دمشق لتنتهي خلال أشهر قليلة سيطرة المعارضة على الغوطة الشرقية وأحياء دمشق، ويهجّر النظام عشرات الآلاف من السوريين نحو الشمال السوري ويكمل عملياته العسكرية في ريف حمص الشمالي، و هدد لعدة أسابيع بحرق المنطقة قبل دخولها ليجبر المدنيين على الضغط على الثوار ليخرجوا منه خلال شهر واحد.
لم يقف النظام وروسيا وإيران عند هذا، بل اتجهوا نحو درعا والقنيطرة شرارة الثورة ليبدأا فيهما عمليةً عسكريةً استشهد خلالها الآلاف وهُجّر منها عشرات الآلاف نحو الشمال السوري.
وباتت الثورة السورية مع نهاية عامها الثامن تسيطر فقط على أجزاء من إدلب وشمال حماة وأجزاء من حلب وتقدر بنحو10% من مساحة سوريا فيما يسيطر النظام على نحو 60%، هذا وقد استفادت قوات سوريا الديمقراطية من انهيار تنظيم الدولة الإسلامية وتسيطر على شرق الفرات بنحو 30% .
يتفق السوريون على أن العام الماضي هو الأسوأ بين سنوات الثورة، لخسارة المعارضة العشرات من القرى والبلدات فضلاً عن عودة بعض العرب لحضن النظام في سوريا وإعادة فتح سفاراتهم وإعادة التجارة وفتح المعابر معه .
الثورة السورية لم تنتهِ بعد، فهي مرت بطور ضعف لكنها لاتزال صامدة، والثوار في الشمال السوري يعلمون أن المقاومة والقتال ضد النظام هو الخيار الأمثل لتحقيق أهداف الثورة السورية، إلا أن مؤتمرات سوتشي وأستانا لم تكن لصالحها فهي كانت بيد الروس والإيرانيين والتي صبت نتائجها بشكل كبير في صالح النظام.
في الذكرى الثامنة للثورة السورية توالت الدعوات لتجديد روح الثورة والتظاهر من جديد ضد نظام الأسد، ولا سيّما في درعا التي شهدت عدداً من المظاهرات قام بها الأهالي خلال الأيام الماضية عندما حاول النظام إعادة تمثال حافظ الأسد لقلب درعا لكن شبابها أبوا إلا أن يبقوا مدينتهم خالية من رموز النظام .
والدور اليوم مطلوب من الجميع، ليس من أهالي درعا فقط بل من الشعب الحرّ الثَّائر كل حسب منطقته ليكون التظاهر هو أكثر ما يعجل في سقوط النظام فالهتاف سلاح أقوى من الصواريخ .
المركز الصحفي السوري
خاطر محمود