بقي ستون طبيباً في كبرى المدن السورية. هم هدف ذو أولوية للقصف. “في مقابل كل طبيب يموت، هناك 200 مدني أقل”، يقولون في سـوريا.
ناتشو كاريتيرو- موقع: الاسبانيول
لا يعلم زملاء الدكتور محمد وسيم معاز ما إذا كان الصاروخ الذي أنهى حياته روسياً أو سـورياً. هما الطيرانان الوحيدان اللذان يقصفان، يوماً بعد يوم، مدينة حلب، في شمال سـوريا. واحد من الأهداف ذات الأولوية للهجمات هي المستشفيات. الأطباء هم صيد ثمين. “كل طبيب ميت يعني مائتي مدني أقل”، يقولون في سـوريا. معادلة مخيفة يطبقها نظام بشار الأسـد على المناطق الثائرة مثل حلب منذ أكثر من عامين.
في نهاية الأسبوع الماضي عادوا لتحقيقها: قَتَلَ قصفٌ على مستشفى القدس للأطفال الدكتور وسيم معاز، وطبيب أسنان، وثلاثة ممرضين، وعشرين مريضاً. أربعة وعشرون آخرون من الجيران القاطنين في الأبنية القريبة قضوا أيضاً عندما تهاوت بيوتهم عليهم. جريمة أخرى في سلسلة لا تنتهي من جرائم الحرب في سـوريا.
الدكتور محمد وسيم معاز كان طبيب الأطفال الوحيد الذي بقي في حلب. الأخيرون في كل اختصاص من الاختصاصات يتساقطون في المدينة المشؤومة على الأطباء. قبل ثلاثة شهور قتلت قنبلة أخرى آخر اختصاصي في القلب والأوعية الدموية في المدينة. في أواخر 2013 دمرت قنابل البراميل وحدة الأطفال حديثي الولادة الوحيدة في المنطقة، منذ ذلك الحين يوضع الأطفال الخدج (الجميع تقريباً في مدينة حيث تخضع الحوامل لضغط بالغ الشدة)، في حاضنات في أقبية الأبنية.
“إنها استراتيجة. أمر متعمَّد ومخطط له”. توضح ميريام اليا، المنسقة الطبية السابقة لأقسام الطوارىء في أطباء بلا حدود-سـوريا. كانت ميريام في حلب منذ 2012 حتى 2014، العام الذي جعلت فيه عمليات الخطف التي يقوم بها تنظيم الدولة الإسلامية من حضور الأجانب في مناطق القتال أمراً مستحيلاً. “المستشفيات، والمراكز الطبية، وسيارات الإسعاف، وفرق الإنقاذ، كلها أهداف ذات أولوية. الأطباء، والممرضون، وسائقو سيارات الإسعاف، والخوذات البيضاء (مجموعات من المتطوعين المكرَّسين لإنقاذ المصابين وسحب الجثث بعد القصف) هم الضحايا المفضلون”، كما توضح ميريام.
التتمة على:
ترجمات من الإسبانية عن الثورة السورية
http://www.elespanol.com/reportajes/20160506/122737996_0.html