ما تبدو سواتر حجرية مدعمة بأكياس رملية على هيئة حواجز أمنية تحت إشراف بعض من عناصر النظام السوري، و الميليشيات الشيعية، تلك الحواجز في الحقيقة ليست إلا مواقع لإهانة المواطنين، و سرقة أموالهم و سياراتهم، و مضايقة نسائهم أو ربما قتلهم أيضاً.
“أبو وليد” سائق سيارة لنقل الركاب يقول : ” بحكم سفري اليومي و خروجي على الحواجز، أصبحت ألجأ إلى التودد إلى عناصر الحواجز لتسهيل مروري دون تأخير، و تأمين طلبات كل حاجز من حواجز النظام”، و يضيف أن “لكل حاجز تسعيرة، فمنهم من يرضى بعلبة تبغ، ومنهم لا يقبل إلا نقداً، لتسريع مروري على الحاجز دون التوقف طويلاً”.
و لم يكتفِ عناصر الحواجز بتقاضي الأموال و التبغ و مصادرة الوقود أحياناً من سائقي سيارات نقل الركاب، بل أصبحوا يوجهون التهم و الإهانات للركاب بغية الحصول على المزيد من الأموال و أرزاق الناس.
“زهير” هو أحد سكان محافظة إدلب يقطع 43 حاجزاً للنظام باتجاه حماه، ليقبض راتبه يقول : ” لسوء الحظ عمري لا يتجاوز 50 عاماً، فكنت موضع شك عند كل حاجز أني مطلوب للاحتياط، و لكن في الحقيقة لم أُطلب للاحتياط و لكن هذه ذريعة أفراد الحواجز ليأخذوا مني ما تجاوز مبلغ راتبي الذي قبضته”.
عند التدقيق على الهويات من قبل عناصر الحاجز يكفي أن ينتمي المواطن إلى المناطق المحررة لتوجه إليه التهم، و ليهان و لينال منه بالشتائم من قبل عناصر الأمن و المخابرات و الشبيحة على الحواجز، و لا زالوا يتصرفون بمزاجية لإذلال الناس، و استخدام الألفاظ الغليظة، و مضايقة الفتيات على مرأى من أهاليهن.
تقول نسرين و هي طالبة جامعية : “الوقوف على الحواجز لا يخلو من تحرّش، و مضايقات من قبل حواجز النظام، و كانت ابتسامتي في وجههم هي السلامة لي من شرورهم و انتقامهم”، و تضيف على ذمتها أن ذلك يتم وفق الهوية الشخصية و المظهر الخارجي، و قد كانت الشابة الوحيدة في السيارة و باقي الركاب كلهم مسنون.
و الجدير بالذكر أن عناصر الحواجز تلك كانوا قبل الثورة يعملون بالتهريب و السرقة و كلهم من أصحاب السوابق، ووجدوا في حالة الفلتان الأمني السائدة و الزي العسكري عاملاً يمنحهم السلطة و يعبر عن الولاء للرئيس و للوطن.
و أن تلك العوامل أدت إلى تعدد الأجهزة التابعة للنظام موزعة على عدد يتجاوز الخمسين حاجزاً على أحد مداخل المحافظات الخاضعة لسيطرة النظام، من قبل “لجان شعبية” و “كتائب البعث” بالإضافة إلى “دفاع وطني” و الأجهزة الأمنية، و هي جميعها أسماء لمهمة واحدة، و هي ترهيب السوريين و قتلهم و نهب أموالهم و أرزاقهم.
و هنا نعرض للعالم صورة موجزة لما يعانيه المواطنون السوريون، و حتى الصامتون منهم، أو الموالون للنظام، نعجب من الصمت المطبق الذي انتابه و انتاب الأمم المتحدة و منظماتها التي تدافع عن الحريات العامة، و تنادي بحرية الأفراد في التنقل داخل مدنهم و بلداتهم و داخل البلاد و خارجها، و التي تنص عليها المواثيق الدولية و الدستور السوري، و نستنكر صمتهم على جرائم النظام السوري، و انتهاكه لكل الحريات و التقاليد و الأديان بدون اتخاذ إجراءات توقف النظام عند حده.
المركز الصحفي السوري – ظلال سالم