بدأت قوافل المساعدات الإنسانية منذ صباح يوم أمس بالتجهزّ للانطلاق نحو مدينة مضايا المحاصرة منذ أكثر من 200 يوم من قبل قوات النظام وميليشيات حزب الله، برعاية من الأمم المتحدة المتواجدة في دمشق وفرقٍ من الصليب والهلال الأحمر .
وقد انطلقت تلك القوافل بالتزامن مع انطلاق قوافل مشابهة وبرعاية أممية إلى بلدتي “الفوعة وكفريا”المواليتين للنظام في محافظة ادلب والمحاصرتين منذ أكثر من ثمانية أشهر من قبل فصائل جيش الفتح.
وتقام تلك الأعمال بعد عدة مفاوضات بين وفد إيراني وممثلين عن جيش الفتح انتهت بعملية تبادل للجرحى ودخول مساعدات غذائية إلى كلا الطرفين.
وتعتبر اليوم تلك القوافل هي الثالثة من نوعها التي تنطلق إلى مناطق ريف دمشق المحاصرة، وقد بدأت بدخول القوافل الغذائية إلى بلدتي الفوعة وكفريا برفقة عناصر من جيش الفتح لحمايتها، يقول أحمد “شوهدت قوافل غذائية تمر من طريق قلعة المضيق يرافقها العديد من السيارات العسكرية والتي قطعت الطريق لمسافة طويلة خوفاً من أعمال قد تعيق عملية إدخال المساعدات، وكان برفقة تلك القوافل سيارة تابعة للأمم المتحدة تطلع على سير العملية، وقد تم تفتيش القوافل عند مدخل البلدة من قبل الثوار قبل أن تدخل إلى قلب البلدتين”.
وفي المقابل وعلى الطرف الآخر من الاتفاق (مضايا) فكانت القوافل بحماية عناصر من قوات النظام، وكان يجب عليها أن تمر بأكثر من 30 حاجزاً للنظام قبل دخولها في المناطق المحررة، يقول عمر أحد سائقي الحافلات “لقد كان العبور على تلك الحواجز من أكبر العوائق التي واجهتنا اليوم وساهمت في تأخرنا عن سكان مدينة مضايا المحاصرة”.
“ففي المسير و كل عدة دقائق يوقفنا أحد الحواجز التابعة للنظام تارة، وحاجز لعناصر حزب الله تارة أخرى، حيث عملت على عرقلة سير المساعدات لتأخير إيصالها في محاولة منهم لزيادة المعاناة على المحاصرين واستخدام الحرب النفسية ضدهم، وقد تم إيقاف الشاحنات لساعات طويلة ريثما تم نزع الألغام التي زرعوها بمحيط المدينة لمنع الأهالي من التسلل والخروج منها”.
وكتب الدكتور “علي دياب” ابن مدينة الزبداني على مواقع التواصل الإجتماعي ” #عاجل .. وصول وفد من الهلال الأحمر والصليب الأحمر وقائد القافلة الى مضايا بينما لم تدخل القافلة بعد ومازالت الشاحنات متوقفة عند كازية النبع على طريق (زبداني- دمشق(
وقال ناشطون في مضايا بان قوات النظام وميليشيا حزب الله قامت بجمع المئات من أهالي مضايا عند قوس المدينة للترحيب بالأمم المتحدة المرافقة لشاحنات المساعدات الإنسانية، وقد عمد النظام من تلك العملية إلى إظهار أن الحياة مازالت طبيعية، كما قامت تلك العناصر بتسجيل أسماء بعض العائلات لإخراجهم من البلدة أمام أنظار الأمم المتحدة بهدف تشويه الحقيقة.
الشحنات التي ومن المفترض أن تدخل مدينة مضايا المحاصرة تحمل مواد غذائية من (سكر وطحين ومواد حياتية أساسية) حيث بلغ عدد الشاحنات نحو 40 شاحنة، وبسعة 3 طن من المواد لكل شاحنة، يقول محمد أحد سكان مضايا “في مضايا أكثر من 40 ألف محاصر، لذلك ستكون كمية المواد الغذائية القادمة إلى المدينة قليلة جداً مقارنةً مع عدد السكان، وأن المقدر الوسطي لما سيحصل عليه الفرد من المواد الإغاثية هو 3 كغ فقط.!! وهذه الكمية لا تكفي سوى لأيام فقط وبعد انتهائها سيعود الجوع ليفتك بالسكان ويقتلهم جوعاً”.
ولم تحدد الأمم المتحدة اليوم عما إذا كانت هناك دفعات جديدة من القوافل الإغاثية لأهل مضايا، أم سيتم فتح ممر إنساني دائم؟.
وتقف الأمم المتحدة، ويقف العالم مشاهداً للمجازر التي تُرتكب يومياً في سوريا، فمدنٌ تحاصر، وشعب يقتل ويشرد، وعند المساعدة يدخل الغذاء فاسدا تارة، وقليلا تارة أخرى ..
سائر الإدلبي .
المركز الصحفي السوري