الجزيرة – أحمد زيدان
يصادف اليوم السابع من نيسان الذكرى السنوية لميلاد الشجرة الخبيثة في الشام الذي سعى إلى زرعها أربابها عام 1947 فكانت أول من اجتثه أربابها وأصحابها، فكان مصير المؤسسين ميشيل عفلق النفي ثم الموت في العراق بعد أن جرده الطائفيون من كل شيء وجردوا معه رفاقه كصلاح الدين البيطار الذي لم يسلم منهم فطاردوه إلى فرنسا وقتلوه فيها، بعد أن سعى ما وسعه الجهد إلى كتابة مقاله الذي اعتذر لشعب سوريا عما فعله بهم من تأسيس هذه النبتة الخبيثة والتي لا يزال يدفع الشعب السوري والمنطقة ثمن محاولة زرعها..
الأمين العام القومي لحزب البعث منيف الرزار فرّ بجلده إلى الأردن وكتب كتابه المميز “التجربة المرّة” التي روى فيها تجربته مع الطائفيين الذين خطفوا البعث بغية تسويق مشروع طائفي فتك بالبعثيين قبل غيرهم، فكان مصيره الموت في المنافي كمعظم سياسيي سوريا في ظل حكم البعث الطائفي، بينما نجله اليوم رئيسٌ لحكومة الأردن.
لا أصدق على ركوبهم موجة البعث من تهميشم البعث نفسه وقادته وعناصره طوال هذه السنوات، فداسوا على كل شعاراته التي صدّعوا بها رؤوسنا من وحدة فمزقوا سوريا وسلموها ولا نقول باعوها، لأن البيع له ثمن، أما هم فقد سلموها بعد أن ذبحوا أهلها وشردوهم ودمروا بيوتهم، أما الحرية فقد رأينا كيف عالجتها الشبيحة من خلال “العفس والترفيس” على كل من هتف بها في مظاهرات الحرية، والاشتراكية رأينا كيف حوّلت 60% من اقتصاد سوريا باسم شخص واحد يسمى رامي مخلوف بحسب دراسة الإندبندنت البريطانية..
شجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض، فلم يكتب لها النجاح وسط السوريين ولا وسط غيرهم، إلاّ من به صمم أو عمى، ولعل الأرض التي نبتت فيها هي أرض الأعداء وأرض من سلمتهم الجولان ومن سلمتهم سوريا من بعد، فتداعا الاحتلالان الروسي والإيراني من أجل حماية العصابة الطائفية التي فتكت ليس بالشعب السوري وإنما بطموحات الأمة كلها..
البعث الذي مزّق الوحدة بين سوريا ومصر، والبعث الذي رسخ الاستبداد في بلاد الشام، والبعث الذي قدم هزيمة حزيران على طبق من فضة للصهاينة، ثم سلم 36 قرية في حرب تحريكية أطلق عليها زوراً وعدواناً حرب تشرين التحريرية، ثم أتبعها بإبادة السوريين ومثقفيهم في عدوان الثمانينيات، ليوزع إرهابه وقتله إلى فلسطين ولبنان بغزوه للبنان ففتك بكل الأحرار فيه، ونصب عليه عملاءه، فكانوا خير سند له في حربه التي شنها على السوريين منذ ثورتهم المجيدة في آذار 2011، ذاك هو بعض من سجل البعث طوال العقود الماضية..
البعث هو النبتة الخبيثة وشجرة الحنظل التي أُبتليت بها الأمة منذ عام 1947، لعل في هذا بلاغاً ومناعة في ألاّ تنجر الأمة من جديد لشعارات خدّاعة، فدراسة صاحب الشعار غدت أهم من دراسة الشعار نفسه..