تحترق حلب منذ أكثر من عشرة أيام، ومازال هناك من يحدثنا عن حل سياسي في سورية، في وجود بشار الأسد. قواته وروسيا بدعم أميركي غربي إسرائيلي تستهدف المسلمين، والمسلمون السنة وحدهم المستهدفون تماما، كما يحدث في الفلوجة العراقية، حيث حرب مبرمجة وممنهجة تستهدف الإسلام في المنطقة والعالم، والغرض فرض أمر واقع عبر تطهير عرقي للسنة، وتحويل الأغلبية السنية أقلية مضطهدة بلا حقوق، فحلب هي العاصمة الثانية ودرة الاقتصاد السوري (تشكل 40% من الاقتصاد)، والسيطرة عليها يعني إجهاض الثورة.
قصفوا المستشفيات ومستودعات الأدوية والمساجد، ولأول مرة منذ دخول الإسلام حلب والشام، يتم تعليق صلاة الجمعة خوفا على أرواح الأبرياء.
أميركا الصهيونية وروسيا يتفقان على هدنة مؤقتة في ريف دمشق واللاذقية تستثني حلب المحروقة، والهدف مزيد من القصف، ليتم تهجير أهالي حلب الواقعة تحت سيطرة المعارضة المسلحة، وإعادة السيطرة عليها بغرض تغيير الوضع السكاني لصالح مخطط تقسيم سورية الذي تنفذه روسيا وإيران، بغطاء أميركي غربي صهيوني، وسط صمت عربي إسلامي يرقى إلى التواطؤ والمباركة.
انتفض الغرب الذي يدعي العدالة غضباً لضحايا أحداث صحيفة “شارلي إيبدو” التي أساءت للرسول صلى الله عليه وسلم مطلع عام 2015، مروراً بتفجيرات باريس وبروكسل، واستثمر اللوبي الصهيونيالحدث لشن حملة شيطنة بحق الإسلام والمسلمين، ووصم كل منتسب للإسلام بالإرهاب والتطرف والهمجية.
أما حكام العرب والمسلمين فتبرعوا بإطلاق بيانات لطم الخدود والشجب والإدانة للحادث الارهابي، وكأنهم تعمدوا إلصاق تهمة الإرهاب بالإسلام، بل وصل الأمر حد سفر بعض هؤلاء المتحكمين فينا إلى باريس للمشاركة في بكائية “شارلي إيبدو”، ليقدموا فروض الولاء والطاعة للكفيل الغربي، والدخول منبطحين تحت مظلة الحرب على الإرهاب، أقصد على الإسلام.
دماؤهم طاهرة ونقية، ودماؤنا نحن المسلمين في البوسنة وأفغانستان والعراق وفلسطين ومالي وإفريقيا الوسطى وماينمار مستباحة، ولا قيمة لها، لأنها هانت على أصحابها، فهانت على أعدائها.
العربي الجديد – رضا حمودة