تزداد الأحوال سوءاً في شرقي حلب مع مواصلة النظام السوري وحلفائه الروس قصفهما البربري، بالتزامن مع سوء الأحوال الجوية التي تنخفض فيها درجة الحرارة بشكل ملحوظ، فمدفعية النظام لا تتوقف عن تدمير المنازل وقتل وتشريد من تبقى من أهالي حلب المحترقة ولا يعرف حجم تلك الخسائر البشرية مع التوقف شبه التام لعمل فرق الإنقاذ والإسعاف، لأسباب عدة منها نفاد مخزون المحروقات والوقود، ونفاد اللوازم الطبية، وتدمير القسم الأكبر من آليات الدفاع المدني والاسعاف، دونك عن استشهاد كثير من أفراد الكادر الإسعافي والدفاع المدني..
فصائل المعارضة التي حلت تشكيلاتها وانصهرت في كيان واحد باسم جيش حلب، تواصل وبشراسة حماية الأحياء الصامدة أمام قصف همجي من قبل النظام وحلفائه المستمر، كما وتشير الأنباء عن نشر النظام مئات من جنوده في الأحياء المكتظة بالسكان وشنه حرب شوارع دون الاكتراث لحجم الضحايا المدنيين الذين يمكن أن يسقطوا جراء ذلك، وسط شح حاد في المواد الغذائية والمعدات الطبية أو انعدامها ما يهدد حياة نحو 300 ألف مدني فيها معظمهم أطفال ونساء وشيوخ.
يتحدث الروس عن هدنة ويقدم وفد روسي عرضاً لفصائل المعارضة داخل حلب يتضمن نقاطاً رئيسة لوقف القصف والقتال شرقي المدينة والسماح بدخول المساعدات الإنسانية وإخراج نحو 200 من مقاتلي جبهة فتح الشام من المدينة.
أي هدنة يتحدث عنها الروس؟
تلك التي يبادرون لخرقها حتى قبل أن تبدأ، أم تلك التي يبادرون فيها بالقصف وقت إدخال المساعدات، وقد حصلت كثيراً ؟!
لعل ما يجريه الروس عبارة عن دعاية إعلامية لتحسين موقفهم الإنساني أمام المجتمع الدولي، خصوصاً أن سمعة موسكو قد تعرّت تماماً وتلوثت بدماء السوريين
ومع نظام شريك في جرائم الحرب الذي يجد نفسه لا يؤمن إلا بالحل العسكري لذلك يرفض أي حل فيه المحافظة على حياة مدني الشعب السوري الخارج عن طاعته.. يجد أهالي مناطق المعارضة أنفسهم أمام مسرحية هم ضحاياها الأكثر تضرراً.
حيث شوهدت الحافلات التي تقل مدنيين ومقاتلين من المعارضة المسلحة غادرت منطقة التل بريف دمشق باتجاه مدينة إدلب وذلك تنفيذا لاتفاق التسوية، حيث شهدت اتفاقات مماثلة ونسخة طبق الأصل عمّا حدث في داريا حصاراً خانقاً وقصفا كثيفا بمختلف أنواع الأسلحة، ما يهلك المعارضة والمدنيين على حد سواء، ويجبرهم على قبول التسليم والخروج.
إذاً خان الشيح والتل الآن وقبلها قدسيا والهامة والمعضمية والزبداني ومضايا، القاسم المشترك بين هذه المناطق هو موقعها الجغرافي شمالي وغربي العاصمة “دمشق”
ويبقى السؤال الذي يطرح نفسة تلقائياً هل جاء دور الأخت حلب في ما يطلق عليه النظام السوري اتفاق هدنة ومصالحة وطنية كما حدث لأخوتها في الغوطة من قبل مأساة بألف وجه؟
أم أن بريق أمل يلوح بالأفق وينقذ حلب من شر تلطخت أيادي العالم بأجمعه في صنعه سواء بأسلحته، او ميليشياته الطائفية أو تهربه، أو حتى صمته غير المبرر؟!
المركز الصحفي السوري – بيان الأحمد