قــــــراءة فـــــي الصحـــــف
البداية من صحيفة “التايمز” البريطانية
نشرت الصحيف مقالا لـ “هنا لوسيندا سميث” بعنوان، ” السوريون يبحثون عن الطعام بين كل غارة جوية وأخرى”.
قالت كاتبة المقال إن “الضربات الجوية التي تشنها القوات السورية التابعة للرئيس السوري بشار الأسد على حلب بمساندة روسيا، جعلت حلب خالية من أي نوع من المدنية أو التحضر”.
وأضافت الكاتبة، أن ” السوريين يهرعون بين كل غارة جوية وأخرى للبحث عن الطعام لسد رمقهم”.
ونقلت الصحيفة عن أحد المواطنين، وهو يدعى منتهار التقي، قوله إن ” المدينة تتعرض لهجمات أرضية وجوية، كما أنه لا وجود لطعام حقيقي في المدينة”، مضيفاً أن ” المعدات والمستلزمات الطبية قد تنفد قريبا”.
وأشار التقي إلى أن ” لا وجود للطعام ما عدا الأرز والعدس والفاصوليا والحمص وثلاثة أنواع من الخضراوات والأعشاب”، مضيفاً أنه لا وجود للحليب في حلب، وما من أحد يشتري اللحم لعدم وجود الغاز لتطهيه.
وختم بالقول إن ” الجميع يعاني من نقص وزن وكذلك زوجته التي بحاجة لإرضاع طفلهما”، مضيفاً أن حلب التي يقطنها نحو 300 ألف شخص، تتعرض لقصف من القوات السورية التابعة للأسد والطائرات الروسية”.
عنونت صحيفة “قرار” التركية، ” حلب تراجيديا ام تعد تبكي هذا العالم”
بلا أدنى شعور بأي رحمة تضرب آلة الحرب الإجرامية لروسيا وإيران والأسد مدينة حلب مستهدفة كل معالم الحياة دون أي تفريق بين أي من تلك الأرواح المقهورة، من شارع إلى شارع ومن حارة إلى حارة تنهار الحجارة حتى لم يبقى فيها سور واحد قائم على أركانه، وحشيّة لم يسبقهم بها أحد، تراجيديا فاقت تراجيديا الإجرام في غزة بمستويات ومستويات، والسؤال هنا: ما الذي تفعله مليشيات إيران وروسيا في حلب؟ وبأي حق دخلوا أكثر المناطق استراتيجية في الصراع السوري؟ وماذا تريد كل هذه المليشيات المجرمة في تدخلها هذا؟
تعيش مدينة حلب اليوم حالة إجرامية نادرة في التاريخ البشري، ولشدة إجرام الغُزاة فهم لم يراعوا حرمة لمستشفى أو للقوافل الانسانية أو لأي مرفق من المرافق العامة، فقصفوها وقتلوا أهلها. ولو نظرنا إلى ضحايا الأسبوع الأخير فقط لوجدناهم تجاوزوا الـ500 قتيل وأكثر منهم من الجرحى.
كل هذا الإجرام لم يُواجه إلا ببعض الرفض والاستنكار ورمي التهم هنا وهناك، وحتى في اجتماع الأمم المتحدة اقتصر الرد الأممي العالمي على عبارات الشجب والاستنكار! لو نظرنا إلى مآلات الأمور في حلب لوجدنا أن روسيا لن تكتفي بتقسيمها، وإنما ستستمر بالتوغل والقتل والتنكيل حتى تستعيد كامل المدينة من أيدي الثوار وتسلمها في النهاية للمجرم بشار الأسد.
وبالعودة إلى صحيفة التايمز، نقرأ فيها ” لا أماكن في المقابر لدفن الموتى بحلب”
بعض الموتى يُدفنون في الحدائق العامة أو حدائق المنازل الخالية. وتقديرات أعداد الموتى تتباين كثيرا. وسكان المدينة لا يشكّون في الحجم الكبير للضحايا. وبالمستشفيات من كانت إصاباتهم خطرة أو فقدوا كثيرا من أطرافهم، يُتركون ليموتوا حتى يتم إسعاف من يعانون إصابات خفيفة.
هذا مما أوردته صحيفة تايمز البريطانية التي نشرت هي وغارديان اليوم تقارير عن الحياة تحت الحصار والقصف والموت المستمرة في حلب، مضيفة أنه وفي كل يوم يفقد أحد الأشخاص صديقا أو شقيقا أو جارا أو زميلا أو بائعا اعتاد أن يشتري منه.
وقال فني غرف العمليات الجراحية أحمد محمد إنه أصبح يحضر زوجته معه كل يوم إلى المستشفى الذي يعمل به وهي رحلة مسافتها عشرة أميال بدلا من تركها بالمنزل لقسوة القنابل.
أما المواطن الحلبي الحمدو فيقول إنه وخلال الأربع سنوات الماضية لم ينم أكثر من ساعتين مستمرتين، وفي الأسبوع الماضي انخفض ذلك كثيرا خاصة بين الثالثة والرابعة صباحا حيث يكون القصف في ذروته.
“أخبر العالم بأننا نموت” هكذا طلب منه أحد الأطباء. وقال إن القنابل الخارقة للتحصينات هي ليست مجرد قنابل، إنها سلاح نفسي يرسل رسائل تقول لك إنك ستموت، “لا مهرب من ذلك”.
بدورها علقت صحيفة “الغارديان”، بأن المعونات لا تدخل حلب، لكن قصص الرعب التي يعيشها السكان يمكن أن تخرج إلى العالم، موضحة أنها استخدمت خدمة سكايب وخدمة واتساب للتحدث للأهالي عن الحياة تحت الحصار.
قالت الصحيفة إن الحياة بالمدينة أصبحت صنوا للدمار والموت وقنابل البراميل وخارقات التحصينات والمستشفيات المحطمة. وأصبحت الحياة بالنسبة للأطباء وعمال الإنقاذ المنهمكين على مدار الساعة في إنقاذ الأرواح، تأخذ لون الدم والموت واليأس.
المركز الصحفي السوري _ صحف