تكاد مدينة حلب تنقطع عن العالم الخارجي لغياب الصور وشح المعلومات الواردة منها، أمام أعنف حملة عسكرية وجوية تشهدها منذ بداية الثورة السورية على يد قوات النظام السوري والميليشيات المتحالفة معها.
فرق الدفاع المدني العاجزة أمام المذبحة تكشف عن احصائيات جديدة في عدد القتلى والجرحى التي تقدر بالعشرات الذين سقطوا بالغارات الجوية والصاروخية شرقي المدينة المحاصرة وانتشال أشخاص آخرين من تحت أنقاض مازالوا على قيد الحياة فيما بقي العديد من المدنيين تحت ركام منازلهم لم يتمكنوا من إخراجهم لكثافة القصف وعدم توفر الآليات الثقيلة.
عداك عن أوجاع يتحدث عنها شهود عيان ومن بينهم، أبو حسام (35 عاماً) قائلاً “انتهاك لكل الحرمات الدولية جرت على الأرض الحلبية.. ليكون آخرها انتهاك ممن يسمون بشبيحة النظام تحمل في مجملها طابع الانتقام.. تمثلت في حرق منازل معارضي النظام وناشطي الثورة السورية، حتى منازل المدنيين الأبرياء لم تخلوا من النهب والسرقة وسط غياب الرقابة والخوف من الله.. أه من ظلم طالت أيامه”.
مع غياب الإنسانية بل انعدامها من داخل حلب المحاصرة ظهرت تغريدات وبلسان آخر لعل العالم يفهم مدى عمق الألم والمعاناة.. أصوات تغرد بالغة الإنكليزية للفت أنظار العالم إلى ما تعانيه المدينة حيث أكدت وسائل الإعلام والصور الملتقطة لشباب وشابات يتحدثون بالإنكليزية وغيرها من لغات لنقل الوضع المأساوي المتدهور للغاية في المدينة.
ومع صوت هدير الطائرات وقوة انفجار الصواريخ تعلو كلمات الألم ووصف الحقائق بلغة مختلفة، ليدرك العالم جرائم العنف.. فبعض تلك الخطابات الموجه باللغة الانكليزية لاقت ردود فعل عالمية ومنها استجابة الرسام الأمريكي “مارك” الذي اختار أن يحاكي الصور الفتوغرافية للأحداث الجارية في حلب برسوم مشاهدة بالعين.
والسؤال الذي يطرح تلقائياً هل هذا الأسلوب في مخاطبة العالم حول ما يحدث في حلب تأخر استخدامه من قبل الناشطين، أم الصور الملتقطة للمجاز والأوجاع كانت أبلغ للعين من الأذن؟
لعل تلك الخطابات جاءت للتوثيق ومع الاستجابة كان الأمل بوصول ذلك الأسلوب لبعض الناشطين الأوربيين الذين يحاولون دفع باتجاه البرلمانات الأوربية وباتجاه المسؤولين في حكوماتهم حتى يسمعوا نداءاتهم التي تخرج من مدينة شهيدة لتسليط الضوء لما يحدث من جرائم يندى لها جبين البشرية في سوريا، في ظل التعتيم الذي يشرف عليه نظام لا يرحم.
بالطبع بث مثل هذه الرسائل تكون حجة في التاريخ القادم بعد توجيه النداءات من قبل منظمات بكل اللغات حتى وإن لم تحصل الاستجابة فقد نادوا بها علها كما يقال “القشة التي يتعلق بها الغريق”.
المركز الصحفي السوري – بيان الأحمد