تناقلت بعض مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرا صورا بطريقة كوميدية تسخر فيها من ارتفاع مادة السكر في أسواق سوريا سواء في مناطق سيطرة النظام أو في المناطق المحررة، ومنها ما يظهر استخدام السكاكر وحلوى الأطفال لتحلية الشاي والتي تمثل موروثا شعبيا اعتاد السوريون شربها بعد وجبة الغداء مع لمة العائلة.
وأثر انهيار الاقتصاد السوري وارتفاع سعر صرف الدولار بشكل جنوني مقابل الليرة السورية والذي وصل إلى 435 ليرة للدولار الواحد، على ارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية بشكل عام وأهمها السكر، ويتباين سعر الكيلو منه بحسب المنطقة التي يباع فيها، ففي مناطق سيطرة النظام وصل سعره ل250 ليرة للكيلو، وفي المناطق المحررة بلغ 300 ليرة، حيث كان المواطنون في السابق يعتمدون على مايصلهم من معونات والتي تحتوي 5 كيلو من السكر، لكن معظم المعونات التي تقدم حاليا خالية من مادة السكر ما سبب نقصها في الأسواق.
وتشهد المنطقة الشرقية في سوريا نقصا حادا في مادة السكر حيث وصل سعر الكيلو منه ل700 ليرة في الحسكة، فالمحلات التجارية في مدينة القامشلي التي يسيطر عليها حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي شبه خالية من السكر، وقامت بلديات الإدارة الذاتية بتوزيع 2 كيلو من السكر لكل عائلة في المدينة عن طريق التسجيل بدفاتر العائلة.
بينما يحلم سكان المناطق المحاصرة في سوريا بحفنة سكر بعد أن بات كغيره من المواد الغذائية الأساسية مفقودا من منازلهم، ينعم ضعاف النفوس وتجار الأزمات بالأرباح المادية من خلال عملية تهريب السكر للدول المجاورة كتركيا والأردن ولبنان وغيرها، ليقوم السوريون بشرائه بأضعاف سعره إن وجد لتكون خيرات بلادنا حلما بالنسبة إليهم، فضلا عن احتكار بعض التجار أطنانا منه لاستغلال حاجة المواطنين، فقد كانت سورية قبل الأزمة من الدول المصدرة للسكر لتستورد بعدها ما يسد حاجتها.
أبو عمر بائع حلويات من مدينة حلب يقول:” اضطررت لإغلاق محلي والبحث عن مصلحة أخرى، وذلك بعد ارتفاع سعر السكر، فكنت في السابق أشتري السكر بسعر أقل من سعر السوق من خلال قسائم “البونات” من المؤسسة الاستهلاكية، لكن لم تعد المؤسسات قادرة على تأمين السكر ما تسبب في ارتفاع سعره”.
ويضيف أبو عمر:” عزف الكثير من السوريين عن شراء الحلويات بأنواعها فقد وصل سعر كيلو الحلو بالسمن العربي والمحشو بالفستق الحلبي ل8000 ليرة، وبالسمن النباتي ل5000 ليرة، فموجة الفقر التي تجتاح البلاد أثرت سلبا على قدرة المواطن الشرائية فلا يكاد يستطيع تأمين أبسط مقومات المعيشة”.
لم تستطع حلاوة السكر أن تنسي الشعب السوري مرارة العيش ومآسي الحرب لتعود عليه بتبعياتها الاقتصادية وانعدام الأمان، فلم يعد يكترث لأصناف المأكولات أو الحلويات التي كانت عامرة في موائده بل بات همه الوحيد أن يستيقظ من كابوس القصف والدمار ويعيش حياة من الراحة والأمان.
المركز الصحفي السوري_سماح خالد