كعادتها حكومة النظام تحب المفاجآت السارة بالنسبة لها وتختار الوقت المناسب لتصدر قراراتها لتنهك الشعب، فقد أصدرت وزارة الداخلية وحماية المستهلك قرارا برفع أسعار المحروقات ليصبح سعر ليتر البنزين 225 بدلا من 160، وليتر المازوت 180 بدلا من 135، وأسطوانة الغاز 2500 بدلا من 1800.
وبعد صدور القرار اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي غضبا منه، فالمحروقات هي عصب الحياة في سورية وبالأخص مع قلة كمية الكهرباء في مناطق سيطرة النظام، إذ يعتمد عليها في كافة جوانب الحياة الخدمية، ومع ارتفاع أسعارها سترتفع معها أسعار الخضار واللحوم والمواد التموينية الأساسية كالسكر والأرز والسمن والزيت وغيرها وستزداد معاناة المواطنين وبالأخص في الشهر الفضيل الذي يتطلب قائمة مشتريات أكثر من باقي الأشهر، وكأن الحكومة الموقرة اختارت توقيتا مناسبا لتحقق هدفها ومطلبها وهو كسر إرادة الشعب الذي ما زال رغم الصعوبات متمسكا بأرضه.
ومن التعليقات المتعلقة بالخبر :” كنا من قبل لما نسمع بالمناطق المحررة عن أسعار المازوت والبنزين وجرة الغاز المرتفعة ما نصدق، نقول معقول هيك، لحتى صرنا نحنا متلهن ويمكن يجي يوم نحسدهن ويصير كل شي عنا أغلى”.
يرى اقتصاديون أن ارتفاع سعر المحروقات سيؤثر سلبا على الليرة السورية، حيث ستشهد تدنيا ملحوظا بعد اللعبة التي قام النظام مؤخرا بالتلاعب بسعر الصرف ليكسر الدولار بأكثر من 300 ليرة، والأيام القليلة القادمة ستبرر سبب غضب السوريين من قرار الزيادة غير المنطقي وفي وقت حرج يعانون فيه من الفقر وصعوبة تأمين مستلزمات الحياة الضرورية.
وأغلقت معظم الكازيات في مناطق سيطرة النظام بعد صدور القرار لتتأهب بالبيع بالسعر الجديد عقب سريانه، الأمر الذي سبب تزاحما وطوابير السيارات تقف أمام المحطات لتحجز دورها وتتزود بالبنزين، في حين سارع كثير من المواطنين لتبديل أسطوانات الغاز الفارغة من الباعة الجوالة في الطرقات قبل بدء التعامل بالسعر الجديد.
وعلق ماهر بيروتي على القرار ساخرا :” يعني لو يسحبوا سيارات اللكزس والجيبات من الوزراء ورئيس الوزارة مو أحسن وبيوفروا بنزين؟”، وعلقت وفاء :” لك أنو أبشع شي بالموضوع أنو هالزيادة بالأسعار بشهر رمضان وقبل العيد ..يعني قتل مباشر”.
لا تكاد مواقع التواصل الاجتماعي تهدأ من شدة غضب السوريين الذين يتساءلون ماذا قدمت لنا الحكومة خلال سنوات الحرب؟ لم تقدم أي شيء ولم تصدر أي قرار يصب في مصلحة المواطن بل جل همها قرارات الزيادة على الأسعار، إذ سبق هذا القرار قرار برفع تكلفة الاتصالات وآخر برفع سعر ربطة الخبز وغيرها من الضرائب التي لا تعد ولا تحصى.
ويجلس أبو محمد على رصيف منزله حائرا وشاردا ويفكر في نفسه حول تداعيات ارتفاع أسعار المحروقات :” أول شي رح تغلا أجور النقل والسرافيس والتكاسي، وتاني يشي المواد الغذائية والخضرا،، والمطاعم ومحلات الصندويش، وشو بدي عد لعد، وبكرا الحكومة بتتشاطر وبتعمل زيادة رواتب وما بتروح غير ع المعترين أمثالي الي يا دوب عايشين.. شكيناهم لله”.
“حكومة النظام” من المعيب والمخجل أن نطلق عليها لقب حكومة، فقد خسرت شرعيتها وثقتها بين المواطنين منذ بداية الحرب في سوريا، فهل ستكون قراراتها القادمة لمصلحة الشعب، أم أنها ستواصل في سياستها برفع الأسعار غير آبهة بمعاناة المواطنين؟
المركز الصحفي السوري ـ سماح الخالد