أعلن مدير المطاحن في محافظة اللاذقية عبد الله طريفي عن وصول باخرة محملة ب 30 ألف طن من القمح إلى مرفأ اللاذقية.
وصرح الطريفي لجريدة البعث التابعة لحكومة النظام الثلاثاء 1 كانون الأول/ نوفمبر، أن مادة الدقيق متوفرة في المخازن بعدما بلغت نسبة تنفيذ الخطة الإنتاجية في الربع الثالث من العام الحالي 112%، حيث يوجد ثلاث مطاحن في المحافظة.
ليست هذه المرة الأولى التي يتم فيها استيراد القمح، فقد تم شراء 200 ألف طن من القمح اللين الذي يستخدم في صناعة الخبز مؤخرا عبر مناقصة أعلنت عنها المؤسسة العامة لتجارة وتصنيع الحبوب السورية.
رغم الحاجة الماسة لشراء القمح المستورد إلا أن وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك في الحكومة السورية حسان صفية تحدث في تصريحات له مطلع العام الحالي عن عدم حاجة سوريا لاستيراد القمح بسبب غزارة الأمطار و سيطرة النظام على المزيد من الأراضي الزراعية بحسب زعمه مبررا الكميات المستوردة منه العام الماضي بأنها ” للترميم والاحتياطي ” وليست للحاجة .
تصريحات صفية لا تمت للواقع بصلة فرغم غزارة الأمطار والتوقعات الإيجابية، قدرت منظمة الأغذية العالمية الفاو أن حجم الإنتاج أقل من مستويات ما قبل الحرب بنسبة 40% والذي قدر لهذا العام ب2,445 مليون طن وبذلك يكون العجز 800 ألف طن بحسب المنظمة، بعد أن كانت سوريا قبل الأزمة مكتفية ذاتيا في معظم المنتوجات الغذائية الرئيسية كالقمح والشعير وغيرها.
ويعود هذا التراجع بالإنتاج لتدهور أوضاع المزارعين وارتفاع التكاليف وتدمير معظم قنوات الري وارتفاع أسعار الوقود، بالإضافة لخروج معظم أراضي المنطقة الشرقية عن سيطرة النظام والتي تنتج قرابة 70% من إجمالي محصول القمح في سوريا، حيث شهدت المناطق الشرقية كالحسكة والرقة ودير الزور قتالا عنيفا هذا العام بين مقاتلي تنظيم الدولة من جهة وقوات حماية الشعب الكردية من جهة أخرى .
وحسب مصادر محلية قامت حكومة النظام بشراء القمح من مراكز الحبوب في المناطق الخاضعة لسيطرة حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في مدينة قامشلو في الحسكة والتي تعتبر السلة الغذائية لسوريا، ليتم نقله إلى طرطوس واللاذقية وحمص بالاتفاق مع تنظيم الدولة للسماح للشاحنات العبور من مناطقها والتي تسيطر على جميع الطرق المؤدية للحسكة .
سبب نقص محصول القمح وحاجة حكومة النظام للاستيراد لتدني جودة مادة الخبز في مناطق النظام فضلا عن ارتفاع سعره بشكل متكرر، وعمد النظام لإضافة مادة النخالة بكميات كبيرة لسد العجز والنقص في كمية الطحين الأبيض المستخدم في صناعة الخبز.
رغم أن محافظة الحسكة هي سلة الخبز ودعامة القمح السوري إلا أنها عانت نقصا حادا منذ أكثر من شهر في كمية الخبز وذلك بسبب إيقاف الإدارة الذاتية لمقاطعة الجزيرة في مناطق سيطرة النظام إمدادات الطحين عن الأفران، وذلك ردا على قرار النظام إغلاق المدارس التي تقوم بتدريس اللغة الكردية.
وفي المناطق المحررة قامت وحدة تنسيق الدعم السورية التابعة لحكومة الائتلاف المعارض بإطلاق برنامج الأمن الغذائي “قمح” بتمويل من دولة قطر والهدف منه تأمين الخبز للمواطنين في مناطق سيطرة المعارضة بسعر مقبول .
و ستوظف تكلفة البرنامج لشراء 50 ألف طن من المزارعين في حلب وادلب وحماه ودرعا، وذلك حسب مصادر في وحدة تنسيق الدعم.
دمرت الحرب جميع البنى التحتية وكان الضرر الأكبر للقطاع الزراعي الذي يهدد الأمن الغذائي لتعود تداعياته على المواطن السوري، في وقت يستمر النظام السوري بسياسة الكذب وتزييف الحقائق لكسب ثقة مؤيديه.
المركز الصحفي السوري ـ سماح خالد