رضع السوريون منذ نعومة أظفارهم مفردات لهجتهم وطريقة معينة في سبك الجمل وحياكتها فكانت زينة لكلامهم، من أمثال وأهازيج شعبية فلكل منها قصة معينة ومشوقة، اعتدنا على سماعها وحفظها من أجدادنا القدماء فكانت جزءا جميلا من تراثنا.
تعتبر الأمثال الشعبية أحد معالم التراث السوري، وقد ربط السوريون الكثير منها بالثورة، فمنذ بداية الثورة انقسم الشعب السوري لثلاثة أقسام فئة المعارضة على قولة المثل ” حط راسك بين الروس وقول يا قطاع الروس” وعن مواجهة النظام لها بالعنف والاعتقال وجد الكثير من المواطنين أنفسهم على قولة المثل ” عبمشي الحيط الحيط وبقول يا رب السترة” و” ألف قولة جبان ولا قولة الله يرحموا” وفئة ثالثة محايدة على مبدأ ” مين ماصار زوج أمي بقلو يا عمي”، متذكرين جرائم الأب حافظ ومجازره في حلب وحماة وجسر الشغور بالمثل ” شو بدي أتذكر منك يا سفرجلة كل عضة بغصة”، ” واللي جرب المجرب عقلو مخرب”، لكن الرئيس السوري كان يظن نفسه ” خرطوا الخراط وقلب ومات” والشعب اعتبره ” انو رضينا بالبين والبين مارضي فينا”، والحية اذا جاعت بتعض بطنها”.
كثير من المواطنين ندموا على تأخرهم وخروجهم بوجه الظلم لأنه ” قال يا فرعون مين فرعنك قال ما لقيت حدا يردني” وكان يظن النظام أن الشعب يقتنع بأي قرار يصدر عنه على مبدأ “شو ما طبخت العمشة زوجها بيتعشى”، فكلما سعى للإصلاح حسب ادعائه أصبح مثل الذي ” اجا ليكحلها عماها”، بسبب القصف المستمر على بيوت المدنيين بحجة مكافحة المسلحين فأضحى مثل ” لا مين عمّر سكن ولا مين موّن أكل”.
وعن التدخل العربي والأجنبي في حل القضية السورية خاصة الروس والإيرانيين أصبح بشار مثل ” القرعة الي تتباهى بشعر بنت خالتها”، وجد السوريون أنفسهم في حالة “متى ما وقعت العنزة بيكتروا دباحينها”، وتدخلت فصائل متعددة الجنسيات للقتال في سورية وكل واحد” مو معروفة قرعة أبوه من وين”، لكن الغرب لم يصغوا لأحد فجعلوا ” أدن من طين وادن من عجين”، على الرغم من بذل جهود دولية من خلال اجتماعات ومؤتمرات لم يجن منها الشعب السوري حلاً للأزمة وعادوا “بخفيّ حنين” و” تي تي تي متل ما رحتي متل ما جيتي”، لأن متى “ما كتر الطباخين تنحرق الطبخة”.
وأما عن هجرة السوريين إلى دول الجوار العربية معتقدين أن ” جارك القريب ولا أخاك البعيد” فاكتشف النازحون” ان كوم حجار ولا ها لجار” لأن “أجت الحزينة لتفرح مالقت بالقلب مطرح” فجميع الدول العربية تخاذلت في استقبال اللاجئ السوري فوقع “ببير ليس له قرار”، ويريد ” لا قيلي ولا تطعميني” بدلاً من المعاملة السيئة، ” لأن لا تتقل على أمك وأبوك بيكرهوك”.
صحيح ” أن الي بياكل العصي مو متل الي بيعدها” و” ضاعت الطاسة” والشعب ” متل الي عبيغني بالطاحون” و”طلعنا من تحت الدلف لتحت المزراب ” و قمنا من عالجرة قعدنا عداناتها “لكن ” فوتة الحمام مو متل طلوعو” لا يزال الشعب السوري صامد على قولة الفنان علي فرزات ” هم يقولون عنزة ولو طارت ونحن نقول خلصت لو أنها طالت” وسوف يبقى الشعب السوري صامد لأن ” يلي عمرو خالص ما بتقتلوا شدة”.
سلوى عبد الرحمن
المركز الصحفي السوري