أدلى شخص منشقّ عن نظام الأسد يُلقَّب بـ”حفار القبور” بشهادته قبل أيام أمام القضاء الألماني حول انتهاكات الأفرع الأمنية التابعة للنظام التي عاينها قبل انشقاقه، وذلك في إطار محاكمة الضابط “أنور رسلان”، ما شكَّل صدمة للألمان الذين استذكروا جرائم النازية.
وذكرت صحيفة “الشرق الأوسط” أن محكمة مدينة “كوبلنز” غربي ألمانيا استمعت خلال الجلسة الـ31 لمحاكمة الضابط “رسلان” لشهادة “حفار القبور”، مشيرة إلى أن المحكمة لم تكشف عن اسمه ولا هويته، ودخل القاعة متنكراً، ومخبئاً وجهه خلف قناع لم ينزعه طوال 3 ساعات أدلى بها بشهادته.
وبحسب الصحيفة فإن شهادة ذلك الشاب أثارت كثيراً من الصدمة داخل قاعة المحكمة بين القضاة والصحافيين الألمان الذين كانوا يستمعون له، وأعادت إلى أذهانهم كثيراً من صور جرائم النازيين.
وذكر المنشق عدداً من صور الانتهاكات التي شاهدها وبقيت في ذاكرته كجثة امرأة كانت في أسفل كومة الجثث التي كان ينقلها لدفنها في مقبرة جماعية في دمشق، حيث كانت هذه المرأة تعانق طفلها الميت بين ذراعيها، ووفقاً للصحيفة فإن “حفار القبور” لم يتمالك نفسه أثناء سرده للقصة وانهار بالبكاء قبل أن تطلب القاضية الألمانية استراحة ريثما يستعيد أنفاسه ويتابع.
وأكد أيضاً أنه شاهد في إحدى المرات رجلاً بين كومة من آلاف الجثث، كان يتنفس حين أمر ضابط في النظام السوري بتسيير المجرفة التي كانت تحفر القبور الجماعية فوق جسده.
وأشار إلى أن أحد عناصر المخابرات جنّده في عام 2011 مع ميليشيات الأسد وطلب منه أن يعد فريقاً من 10 إلى 15 رجلاً، مهمتهم مرافقة الشاحنات المحملة بالجثث أربع مرات أسبوعياً، مضيفاً أن عدد الشاحنات في كل نقلة كان يتراوح بين واحدة وثلاثة، بداخلها مئات الجثث المكدسة فوق بعضها، وأنه استمر بهذا العمل حتى عام 2017.
وأضاف أن الجثث لم يكن لها أسماء وبعضها كانت مشوهة بالأسيد “الحمض”، وكانت مجرد أرقام ورموز محفورة على جبين أو صدر الضحايا، وجميعها ملطخة بالكدمات أو الدماء وبأظافر مقلعة.
وقدر “حفار القبور” عدد الجثث التي كانت تنقل إلى المقابر الجماعية في كل نقلة، بين 300 و700 جثة، موضحاً أن الشاحنات التي كانت تنطلق إلى المقابر الجماعية بين الساعة الرابعة والخامسة فجراً من مستشفيات “تشرين” و”حرستا” و”مزة” العسكرية، إلى مقبرتين جماعيتين في “القطيفة” شمال دمشق، و”نجها” جنوبها حيث يتم تفريغ الجثث بشكل عشوائي في حفرة عملاقة عمقها 6 أمتار وطولها مائة متر، وقد يستغرق ملؤها قرابة الـ150 نقلة.
يُذكر أن القضاء الألماني بدأ في نيسان/ إبريل الماضي بمحاكمة ضابط المخابرات السابق في نظام الأسد “أنور رسلان” والمجند “إياد غريب” بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية في سوريا وقد وجهت المحكمة لـ”رسلان” تهمة تعذيب نحو 4 آلاف شخص، وقتل 58 آخرين في فرع “الخطيب” بدمشق، أما “الغريب” فمتهم بالقبض على متظاهرين وتسليمهم للفرع المذكور حيث كانوا يتعرضون للتعذيب والقتل.
نقلا عن نداء سوريا