قـــــراءة فـــي الصحـــف
تناولت الصحف البريطانية الرئيسية ما يحدث في مدينة حلب السورية، وعنونت صحيفة “الأوبزرفر” مقالها حول تلك المسألة، “إنهم يريدون القضاء على كل مظاهر الحياة في حلب: تدمير آخر مستشفى في غارة جوية.”
يقول المقال، الذي كتبه “مارتن كيلوف وكريم شاهين وإيما غراهام هاريسون”، إن تدمير آخر مستشفى كان لا يزال يعمل شرقي حلب في غارة جوية يعني أن 250 ألف شخص قد أصبحوا بلا مكان للعلاج أو الرعاية الطبية، وأن المناطق التي يسيطر عليها المسلحون المعارضون في تلك المنطقة قد أصبحت على وشك السقوط.
ويشير المقال إلى أن 4 مستشفيات أخرى تعرضت للقصف وأُجبرت على إغلاق أبوابها يوم الجمعة.
وتنقل الصحيفة عن دكتور ديفيد نوت، وهو جراح عمل لعقود في مناطق القتال ويساعد الأطباء الذين يعملون في حلب، القول “لا أعتقد أنني شاهدت طوال حياتي في ممارسة ذلك المثل مثل هذه المشاهد المرعبة من الإصابات، والناس الذين يرقدون على الأرض في غرف الطوارئ، وكيف يختلط الموتى مع الأحياء.”
ويقول نوت إن طبيبين قد قتلا وإن المستشفى الذي كان يعمل في ظروف بالغة الصعوبة قد أغلق بشكل نهائي.
ويضيف نوت أن “المستشفيات في حلب أعيد فتحها عدة مرات في أماكن مختلفة أو تحت الأرض ولكن في ظل القصف والحصار، لا أعرف إذا كان من الممكن إعادة فتحها مرة أخرى.”
ويوضح المقال أن منظمات حقوق الإنسان أدانت تلك الهجمات لكن الحكومات كانت أقل انتقادا للقصف. ويشير الكاتب إلى صمت تركيا، التي يصفها المقال بأنها أهم داعمي المعارضة المسلحة، على الرغم من تصاعد القصف عليهم.
ولم يصدر موقف سريع حتى الآن من واشنطن التي زودت المعارضة في السابق بأسلحة خفيفة. بينما تعهد الرئيس المنتخب دونالد ترامب بسحب تأييد الولايات المتحدة لتلك المعارضة بعد تولية منصب الرئاسة في يناير/ كانون الثاني.
ونقرأ في صحيفة “الغارديان”، “النظام الصحي في حلب ينهار ولا بوادر لوقف القصف”.
قالت الصحيفة، لم يعد القطاع الصحي في حلب المحاصرة قادراً على تقديم أي خدمات؛ بعد أن تعرّض لسلسلة من القصف الجوي الذي شنّه طيران النظام السوري خلال الأيام القليلة الماضية، حيث يعيش نحو 250 ألف شخص في المدينة، بحسب صحيفة الغارديان البريطانية، التي قالت إن النظام الصحي في حلب وصل إلى نقطة الانهيار، ولا بوادر حتى الآن لوقف القصف المتواصل على المدينة.
يقول ديفيد نوت، الطبيب الجراح الذي عمل عقوداً في مناطق الحرب، وعمل في دعم أطباء حلب، إن جميع مشافي حلب تعرّضت للقصف مراراً وتكراراً على مدى الأيام الماضية، مشيراً إلى أن السنوات التي قضاها في حلب شاهد خلالها صوراً مروّعة للمصابين الذين كانوا ينقلون إلى مستشفيات المدينة، حتى وصل الأمر إلى مقتل أطباء إثر تعرض مستشفيات في المدينة للقصف المباشر من قبل طيران النظام.
منظمة أطباء بلا حدود قالت في بيان لها، إن مستشفيات حلب تعرضت لأكثر من 30 هجمة منفصلة منذ بدء الحصار على المدينة في يوليو/تموز الماضي، حيث كان يمكن قبل ذلك التاريخ إرسال معونات طبية إلى المدينة.
الطبيبة فريدة، إحدى الطبيبات اللواتي ما زلن يعملن في حلب، قالت: إن “المستشفيات تعرضت للقصف بشكل مكثّف، إلا أن القصف الحالي هو الأصعب، إنه الجحيم. لقد حاولنا نقل جناح الولادة إلى مكان آخر، إلا أن هذا المكان تضرر أيضاً بفعل القصف الأخير. إنهم يريدوننا أن نغادر حلب”.
وأضافت الطبيبة: “لقد قصفوا جميع المستشفيات والمدارس، لم تعد هناك حياة أصلاً حتى يتخلّى عنها الناس، حتى الأدوية واللقاحات قاربت على الانتهاء. لا أعتقد أن الوضع يمكن أن يستمر أكثر من أسبوعين”.
بدورها عنونت صحيفة الـ “نيويورك تايمز” الأمريكية، “حلب على حافة الموت”
نشرت الصحيفة تقريراً قالت فيه: ” إن ثمانية مستشفيات تعرّضت للقصف خلال الأسبوع الماضي، بينها خمسة خلال الساعات الـ48 الماضية، في وقت تعاني فيه محلات الغذاء نفاد الإمدادات مع موجة جديدة من الغارات العنيفة التي شنّها طيران الأسد على مناطق شمالي سوريا”.
بيان لمنظمة الصحة العالمية وصف عملية استهداف المرافق الصحية بأنه مثير للصدمة، وأن مثل هذه الهجمات بدأت تتزايد، الأمر الذي يمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وتجاهلاً مأساوياً للإنسانية.
عبد الكافي آل حمدو، أحد سكان حلب الشرقية، قال في رسالة نصية للصحيفة إن الهجمات تصاعدت بشكل كبير، مشيراً إلى أن النظام والروس قالوا سنهيئ لكم ممرات آمنة، إلا أنهم على ما يبدو فتحوا لنا فتحة للموت القادم عبر الطائرات.
مسؤولون في مجال الإغاثة الإنسانية قالوا إن أكثر من 250 ألف شخص في شرقي حلب يواجهون خطراً محدقاً بسبب نقص إمدادات الغذاء.
المركز الصحفي السوري _ صحف