قـــراءة فــي الصحــف
نشرت صحيفة الـ “غارديان” البريطانية تقريراً قالت فيه، أن نحو 150 مدنيا قتلوا الأسبوع الفائت في حلب الشرقية المحاصرة نتيجة القصف العنيف الذي تتعرض له المدينة.
وتأتي الأرقام الأخيرة بعد شهرين من القتال الشرس غير المسبوق في أكبر المدن السورية حيث قتل أكثر من ثمان مئة شخص منذ أن أعلنت القوات الموالية لنظام بشار الأسد حملتها لسحق المعارضة في المناطق التي تحت سيطرتها.
“كل شيء هدف مستباح، سواء كان بشرا أو شجرا أو حجرا. وكل شيء يباد بتواطؤ أممي. والجميع يرى ويسمع ولكن لا حياة لمن تنادي”.
ونقلت الصحيفة عن أحد الأطباء في حلب الشرقية -أصيب مؤخرا أثناء غارة جوية- قوله إن “هذه الحملة الشرسة هي حرب إبادة”.
وقال الطبيب “كل شيء هدف مستباح، سواء كان بشرا أو شجرا أو حجرا. وكل شيء يباد بتواطؤ أممي. والجميع يرى ويسمع ولكن لا حياة لمن تنادي، ولا يستطيعون وقف آلة الحرب هذه”. وأضاف “ليس لنا إلا الله”.
وأشارت الصحيفة إلى إحصاء حقوقي أمس بأن عدد المدنيين الذي قضوا في عنف الأسبوع الماضي كان 141، منهم 18 طفلا.
وتعليقا على هذه المأساة المستمرة، عبر مسؤول أممي بارز للشؤون الإنسانية -في كلمة مقتضبة بـمجلس الأمن أمس الأول- عن استيائه الشديد، وأدان بشدة ما وصفه بشلل المجتمع الدولي. وقال ستيفن أوبراين “عار علينا جميعا هذا الشلل الذي أصابنا لوقف إبادة حلب الشرقية وأهلها وجل ما تبقى من سوريا أيضا”.
وأشارت الصحيفة إلى صعوبة تحديد أعداد الإصابات خلال الأيام الثلاثة الماضية لأن من يقوم بهذا الأمر عادة هي المشافي المحلية التي أصبحت خارج الخدمة بسبب القصف.
وخلصت الصحيفة إلى التحذير من أن الأيام المقبلة قد تشهد جرائم إبادة لا حصر لها في حلب الشرقية وغيرها من المدن السورية, في ظل الضوء الأخضر الذي حصلت عليه موسكو ضمنيا من واشنطن سواء عبر تودد ترامب لبوتين, أو من خلال عدم اكتراث الرئيس المنتهية ولايته باراك أوباما بما يحدث في سوريا.
وكانت روسيا استأنفت في 15 نوفمبر ضرباتها الجوية الوحشية على الأحياء الشرقية المحاصرة في مدينة حلب, بعد توقف استمر حوالي أسبوعين, وذلك تزامنا مع تنفيذ طائرات روسية أولى طلعاتها فوق سوريا انطلاقا من حاملة الطائرات الأميرال كوزنتسوف، التي وصلت إلى البحر المتوسط قبل أيام.
ويؤكد تقرير صادر عن منظمة اليونيسف التابعة للأمم المتحدة في مارس الماضي أن نحو 84 مليون طفل، أي أكثر من 80% من الأطفال في سوريا، تأثروا بسبب النزاع، سواء من بقوا داخل البلاد أو أولئك الذين أصبحوا لاجئين بالدول المجاورة، حيث تشير المنظمة المعنية بالطفولة إلى أن حوالي مليوني طفل سوري لاجئ اليوم وفي حاجة إلى دعم وعلاج نفسي.
وفي وسط الحرب، كان مصير عدد من أطفال سوريا أن يكونوا في قلب العاصفة، فتعرض قسم منهم للتعذيب النفسي والجسدي، لأسباب مرتبطة بأطراف الصراع العسكري. ووثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان تعرض مالا يقل عن 7457 طفلا للتعذيب في مراكز الاحتجاز التابعة للقوات الحكومية، وذلك منذ مارس 2011 وحتى مارس من العام الجاري.
وقتل آلاف الأطفال السوريين على يد قوات النظام السوري منذ بدء الثورة عام 2011، حيث وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل 18.858 طفل حتى شهر نوفمبر 2015 الماضي، بينهم 582 قتلوا قنصا، وما لا يقل عن 159 طفلا قضوا تحت التعذيب في معتقلات النظام. وتشارك تنظيمات وقوى عسكرية في قتل أطفال سوريا، إذ تقول الشبكة إنها وثقت مقتل 75 طفلا بغارات طيران التحالف الدولي منذ سبتمبر 2014، فيما قتل الطيران الروسي نحو 86 طفلا منذ بدء تدخله في سوريا أواخر سبتمبر 2015 وحتى نوفمبر من العام ذاته.
ويقول مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن التعذيب طبق بشكل منهجي داخل مراكز الاحتجاز التابعة للقوات الحكومية بحق الأطفال المحتجزين، ولم تميز كثيرا القوات الحكومية في تعاملها مع الأطفال المحتجزين دون غيرهم من الشرائح العمرية.
المركز الصحفي السوري _ صحف