نزل مئات الآلاف السبت إلى شوارع عاصمة كوريا الجنوبية سيول للمطالبة باستقالة الرئيسة بارك جون هاي، على خلفية تورط صديقتها شوي سون في “الاحتيال واستغلال السلطة”.
وأذنت المحكمة للحشود بالسير قرب المجمع الرئاسي المسمى البيت الأزرق وهو ما لم تسمح به الشرطة من قبل متعللة بأسباب أمنية.
وهتف المتظاهرون “تنحي. تنحي. يجب أن تتنحي”، في أكبر مظاهرة تشهدها كوريا الجانبية خلال العهد الديمقراطي الذي بدأ قبل 29 عاما.
وقد باتت الرئيسة تواجه فضيحة سياسية مستفحلة حيث يتهمها الوسط السياسي بالسماح لصديقتها بابتزاز الشركات للحصول على تبرعات سخية يتم صرفها على أغراض شخصية.
وخرج المتظاهرون مع أسرهم وملأوا الشوارع المحيطة بالقصر الرئاسي، وشوهد آباء يدفعون أطفالهم الصغار في عرباتهم، وشارك في الحشود معاقون في كراس متحركة وآخرون يتوكأون على العكاكيز.
وقالت إحدى المشاركات إن الرئيسة “يجب أن تتنحى لأننا بحاجة لشخص جديد لتحقيق انفراجة في هذا الموقف”. وقال آخر ” نحن الذين منحنا السلطة للرئيسة وجنئنا لناخذها منها”.
المشروفون على التظاهرة أكدوا خروج مليون شخص للمطالبة برحيل الرئيسة (الأوروبية) |
حول القصر
وأكد المنظمون خروج مليون شخص في ثالث تظاهرة خلال ثلاثة أسابيع، لكن الشرطة قدرت عدد المتظاهرين بحوالي 260 ألفا فقط.
ونشرت السلطات حوالى 250 ألف شرطي بعضهم ببدلات مكافحة الشغب، فيما قُطعت الطرق الكبيرة والصغيرة حول القصر الأزرق الرئاسي.
وأفادت مصادر بالتخطيط لمظاهرات في 30 مدينة بكوريا الجنوبية والاعداد لاحتجاجات في 10 بلدان بينها ألمانيا والولايات المتحدة لتكثيف الضغط على الرئيسة.
وقالت وكالة يونهاب إن قيادات المعارضة شاركوا في تظاهرة اليوم التي أشرف على تنظيمها 1500 من المجموعات اليسارية.
خطوات ملموسة
ونقلت عن زعيم الحزب الديمقراطي – أبرز قوى المعارضة- قوله إنهم سيتخذون خطوات ملموسة ضد الرئيسة ما لم تستجب لمطالب الشعب..”
وتتهم الرئيسة بأنها سمحت لصيقتها شوي بإجبار شركات كبرى مثل سامسونغ على دفع هبات لمؤسسات تثور حولها شبهات، “بينما استخدمت هذه الأموال لغايات شخصية”.
كما تتهم صديقة الرئيسية بالتدخل في شؤون الدولة بما في ذلك تعيين مسؤولين كبار.
يذكر أن الرئيسة اعتذرت عدة مرات عن تورط صديقها في استغلال السلطة، وأجرت تعديلات في المناصب الكبرى، كما وافقت على التخلي عن بعض سلطاتها التنفيذية الواسعة. لكن الدعوات الشعبية لرحيلها تواصلت.
وخلال الأسابيع الماضية تجنب قادة المعارضة الدعوات المباشرة لاستقالة بارك وسعوا لانتزاع المزيد من التنازلات ونقل السلطات إلى الجهاز التشريعي.
الجزيرة