ونادرا ما تبرز أعقاب المسدسات التي يحملها هؤلاء العناصر، بعكس ما سبق من انتشار للحزب بالأسلحة الرشاشة على الحواجز خلال فترة التفجيرات التي ضربت الضاحية بين عام 2014 و2015. وما تلاه من استعراض عسكري متكامل واكب فيه الحزب تنظيم مراسم عاشوراء العام الماضي، وأظهر فيه المئات من عناصره الملثمين مع عشرات المواكب الأمنية، في استعراض واضح للقوة تجاوز حدوده المنطقية مع نشر قوارب عسكرية محمولة على سيارات رباعية الدفع.
كما اختلفت طريقة تعامل عناصر الحواجز الجديدة مع المشاة وسائقي الدراجات النارية والسيارات، فلا يطلب منهم الوقوف والخضوع للتفتيش بل يتقدم عدد من عناصر الحزب باتجاه السيارات أثناء وقوفها على الإشارة لإلقاء نظرة قد لا تكون دوما عابرة داخلها. يترافق ذلك مع سؤال الركاب عن مكان سكنهم وسبب زيارتهم إلى الضاحية، وغيرها من الأسئلة التي تستهدف أولا وأخيرا معرفة الانتماء المذهبي للأشخاص.
وتفترض هذه الطريقة انتشار عدد أكبر من العناصر وهو ما يتم بالفعل، فلا يقل عدد “شباب الحزب” على الحاجز عن الستة وصولا إلى العشرة ترافقهم سيارة أو أكثر مجهزة بأضواء وصفارات الخطر، دون إمكانية تحديد عدد دقيق لهذه الحواجز.
وفي حين لم تختلف الأجواء على الحواجز الثابتة التي يقيمها الجيش وقوى الأمن الداخلي وجهاز الأمن العام على مداخل الضاحية، شهدت حواجز الحزب عددا من الإشكالات الأمنية المحدودة نتيجة اعتراض بعض سكان الضاحية عليها، أو نتيجة إحساسهم بالانزعاج من إجراءات التفتيش.
ولم يتسرب إلى الإعلام سوى خبر عن “إشكال فردي على حاجز لحزب الله في محيط مجمع الإمام القائم في الضاحية الجنوبية، مساء السبت، مع شخص من عشيرة زعيتر، اعتراضا على الإجراءات الأمنية”. وذلك بسبب حالة الالتفاف الطائفي حول الحزب الذي أعلن أمينه العام حسن نصر الله، أولوية قتال السعودية في اليمن على قتال العدو الإسرائيلي.
العربي الجديد