يعتقد كثيرون أن ميليشيات حزب الله تطبق الحصار على بلدة مضايا غرب دمشق أملا منها بالتخفيف من وطأة الحصار المفروض على بلدتي كفريا و الفوعة في الشمال السوري إلا أن هذه النظرة مغلوطة تماما.
يعود الهدف الأبرز لتشديد الحزب الحصار كما يرى أبناء البلدة ليس للضعط على سكانها للمغادرة و حسب و إنما لتمويل جزء من عملياته القتالية،
حيث يستثمر الأخير النقص الحاد في المواد الغذائية و الطبية داخل البلدة المحاصرة و يقوم بالتعامل مع تجار متواجدين بداخلها و يؤمن لهم كميات قليلة من المواد الغذائية و الطبية التي تعتبر بالنسبة لعدد كبير من المحاصرين سببا رئيسيا للبقاء على قيد الحياة.
ومنها استثمار أزمة حليب الأطفال السلعة الأخطر حيث يقوم ببيع الكيلو الواحد منه بأكثر من 100$ و ليس أمام من لديهم طفل رضيع سوا ان يقوموا بالشراء للحفاظ على أرواح أطفالهم ، و استغلال المصابين بأمراض مزمنة (ضغط- سكر – فشل كلوي الخ ) و بيعهم الدواء بأسعار باهظة جدا ، حيث يصل ثمن 20 حبة من دواء خافض الضغط أو حبوب تفتيت الحصى داخل الكلى إلى أكثر من 50$.
أم أحمد مصابة بمرض حصى في الكلى و تتعرض لنوبات ألم بين الفترة و الأخرى تضطر اسبوعيا لشراء دوائها عن طريق ميليشيات حزب الله مرة واحدة على الأقل ، و يصل ثمن الدواء المؤلف من مسكنات و مضادات تشنج و أخرى لتفتيت الحصى في الكلى الى ما يقارب 100$.
تقول أم أحمد لـ”صدى الشام”:
” لم يبق لدي سوى المنزل لم أقم ببيعه لأبقى على قيد الحياة ، قمت ببيع أغلب أثاثه و الدكان الذي كنا نقتات منه “.
أما
علي فهو شاب في العقد الرابع من العمر، يعمل ضمن منظمة إغاثية في البلدة يقول :
” خلال شهر آذار قامت منظمتنا بشراء المعلبات و حليب الاطفال عن طريق حزب الله وصل ثمن تلك المواد خلال شهر واحد إلى أكثر من 250000$ و لم نتوقف عن عملية الشراء نظرا للحاجة الكبيرة لتلك المواد.، ليست منظمة علي الوحيدة الناشطة بالبلدة إنما هناك أكثر من منظمة مهتمة بالعمل الإغاثي.
ليست التجارة وحدها هي مصدر تلك المليشيات لتمويل جزء من عملياتها القتالية إنما تهريب المحاصرين من داخل مضايا إلى لبنان أو بلدة سرغايا هي الطريقة الأنجع في كسب الأموال ، حيث يتم إخراج أي شخص من البلدة مقابل دفع مبلغ 7000$، و إن كان الشخص ملاحقا أمنيا من قبل أجهزة المخابرات السورية يصل المبلغ المطلوب مقابل خروجه إلى أكثر من 10000$.
محمد علي ، غادر البلدة عن طريق تلك المليشيات إلى لبنان يروي عن تفاصيل خروجه :
تم التواصل مع حزب الله عن طريق تاجر متعامل معهم ، و تم الاتفاق مع المجموعة المسؤولة عن نقلي إلى لبنان على احتجاز اثنين من أطفالهم لدى مجموعة معارضة موجودة داخل مضايا ، و في حال تم الاخلال من طرفهم بالاتفاق أو اعتقالي أو تسليمي للسلطات السورية، سيتم اتخاذ إجراءات صارمة بحق الأطفال المحتجزين و تم أيضا الاتفاق على تسليم مبلغ قدره 10000$ فور وصولي إلى الأراضي اللبنانية.
يتابع محمد، المسؤول الأول عن عملية تهريبي إلى لبنان يدعى الحج “بلال” شخص من سلوكه يبدو أنه غير مهتم لشيء و هدفه الأول و الأخير من التواجد على مشارف بلدة مضايا هو كسب المال.
حصار بلدة مضايا بدء بتاريخ 15 يوليو عام 2015، أما عن نهايته فيرى الكثيرون داخل البلدة أنها ستكون مع آخر ليرة سورية موجودة في جيوبهم و مع بيع آخر ما يملكون.
صدى الشام