صحيفة العرب – شادي علاء الدين
“حزب الله” يضع نفسه وبيئته أمام مواجهة انتحاريْن أو موتيْن، معتبرا أن الانتحار الأول هو ما يمكن أن يجرّه أي رد على إسرائيل في ظل هشاشة الوضع السياسي اللبناني، وسيادة جو الاحتقان بين مكوناته، وذلك الفرق الكبير في القوة بين الحزب وبين إسرائيل، والذي يميل لصالحها، والذي قد يؤدي استخدامه، في ظل غياب أي مظلة حماية عربية ودولية، إلى خراب غير مسبوق في البلد، يضاف إلى ذلك فقدان الحزب لمشروعيته كمقاومة، ويرى الكاتب أن الانتحار الثاني وهو الأقسى والأثقل وطأة، هو ما وجد “حزب الله” نفسه واقعا فيه أمام نفسه، مشيرا إلى أن مواجهة المرايا عندما تكون للمرء عيوب واضحة تبدو صعبة للغاية، ولا يمكن التحايل عليها سوى بتدمير المرايا، أو بتغيير الوجه نفسه، فعمليات التجميل التي من المفترض أن يقوم بها الحزب حتى يتصالح مع المرايا، تتطلب منه إنجاز رد حاسم يكون في حجم القياديين الذين اغتالتهم إسرائيل، وهذا الأمر صعب حاليا، ما لم نقل مستحيلا، ولفت الكاتب إلى أن المأساة تكمن في أن الحزب كان قد صمم مرايا تقدم له صورة ذاتية تحتشد فيها مبالغات بلغت حد الأسطرة، منوها إلى أن هذه الأسطرة اكتسبت بفعل آلية التكرار وزن الحقائق الدامغة التي لا تقبل الجدل عند جمهور الحزب ومؤيديه، لذا فإن أي فعل عادي سوف لن يكون مثارا للتندر والسخرية عند خصوم الحزب وحسب، ولكنه سيكون عنوانا لتأسيس صدمة هلعية في صفوف جمهور الحزب، وهو ما لا يستطيع الحزب احتماله في ظل ذلك الضغط الهائل الذي يفرضه على بيئته حتى تقبل بدفع الأثمان الغالية لشبكة تورطاته التي تطال سوريا، والعراق، واليمن، والتي أعلن نصر الله مؤخرا أنه ينوي توسيعها لتشمل البحرين كذلك، وأنهى الكاتب مقاله متسائلا: هل سينجح “حزب الله” في النجاة من هذه الميتات الكثيرة التي تلاحقه بإصرار؟