يقول المثل لا تحشر قطاً في الزاوية فيستأسد..هكذا حزب الله اللبناني الذي اختفى خلال الفترات الماضية، واتخذ شكل المزهرية من أحداث كثيرة، ربما أهمها قصف غزة..
نراه اليوم يستأسد ويطلق عشرة صواريخ دفعة واحدة طالت مناطق مفتوحة في شمال فلسطين المحتلة في تصعيد توقعه، مسبقاً، محللون سياسيون، بعد أن حشرت التحقيقات حزب الله وحليفه عون في زاوية الاتهام بانفجار مرفأ بيروت والفشل في تشكيل الحكومة..
رشقة من الصواريخ على شمال فلسطين لم تحدث سوى جلبة تصريحات ومطالبات بالتهدئة وفقاعة إعلامية، يبحث الحزب من خلالها عن فرجة ضيقة للهرب.
الكيان المحتل رد على هذه الصواريخ بقصف 40 قذيفة طالت بلدات الجنوب اللبناني، لكنه صرح في الوقت ذاته أنه لا يتجه للتصعيد وتحويل لبنان إلى المواجهة، بل قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن حزب الله أطلق الصواريخ متعمداً باتجاه مناطق مفتوحة وغير مأهولة، ما يدل على أنه لا يريد الحرب. أي إنها لعبة مكشوفة من الطرفين يعرفها حتى الاحتلال ولا يريد أن ينساق معها لتقديم طوق نجاة لحزب الله المأزوم .
إن لعبة تحويل مسارات الأحداث في لبنان من ملاحقة المتسببين في انفجار بيروت الذي راح ضحيته 210 أشخاص، والمخاض المتعسر لتشكيل الحكومة إلى افتعال قصف صوري، يحمل المواطن اللبناني المسؤولية لوحده، بينما تلوذ الطبقة السياسية الفاسدة بالامتيازات والحصانات البرلمانية التي تجعل من لبنان قنبلة موقوتة ستنفجر في المنطقة برمتها.
مقال رأي / محمد مهنا
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع