رزان يوسف
لقد ظهرت إبان الثورة السورية العديد من الفصائل المسلحة التي كانت نتيجة حتمية لتطور الاحداث ونتيجة التصعيد العسكري المسلح الذي قام به نظام الاسد الوحشي , وكان من بين هذه الفصائل الاسلامية حركة أحرار الشام التي نشأت من أتحاد فصائل اسلامية اربع هي : حركة احرار الشام وحركة فجر الاسلامية وجماعة الطليعة الاسلامية وكتائب الإيمان المقاتلة , وقد تم الاندماج بعد سلسلة لقاءات بين قادة الفصائل وذلك في 31 من شهر كانون الثاني لعام 2013 ثم اندمجوا مع 11 من الفصائل باسم الجبهة الاسلامية السورية, وبالرغم من هذا الاندماج إلا أنها بقيت محافظة على معايير معينة لقبول الاعضاء وهي محددة للعمل والسلوك, فهم يريدون أن يمثل أعضائهم مثالً للمجاهد الحق , وقد وضعت الحركة مجموعة من الأهداف وذلك ضمن ما عرف بميثاق والذي كان من ضمن مبادئه قتال الدولة الاسلامية , كما يؤكد الميثاق عدة مبادئ تتمثل بوضع ضوابط ومحددات العمل الثوري مستمدة من أحكام ديننا الحنيف بعيداً عن الغلو , كما أنه للثورة السورية المسلحة غاية سياسية هي اسقاط النظام برموزه وركائزه كافة وتقديمه الى المحاكمة العادلة بعيدا عن الثأر والانتقام . تستهدف الثورة عسكريا النظام السوري الذي مارس الإرهاب ضد شعبنا بقواه العسكرية النظامية وغير النظامية ومن يساندهم كمرتزقة إيران وحزب الله ولواء أبي الفضل العباس، وكل من يعتدي على أهلنا ويكفرهم كداعش، وينحصر العمل العسكري داخل الأرض السورية.
العمل على إسقاط النظام عملية تشاركية بين مختلف القوى الثورية، وانطلاقا من وعي هذه القوى للبعد الإقليمي والدولي للأزمة السورية فإننا نرحب باللقاء والتعاون مع الأطراف الإقليمية والدولية المتضامنة مع محنة الشعب السوري بما يخدم مصالح الثورة.
الحفاظ على وحدة التراب السوري، ومنع أي مشروع تقسيمي بكل الوسائل المتاحة هو ثابت ثوري غير قابل للتفاوض.
قوانا الثورية تعتمد في عملها العسكري على العنصر السوري، وتؤمن بضرورة أن يكون القرار السياسي والعسكري في الثورة سوريا خالصا رافضة أي تبعية للخارج.
يهدف الشعب السوري إلى إقامة دولة العدل والقانون والحريات بمعزل عن الضغوط والإملاءات.
الثورة السورية هي ثورة أخلاق وقيم تهدف إلى تحقيق الحرية والعدل والأمن للمجتمع السوري بنسيجه الاجتماعي المتنوع بكافة أطيافه العرقية والطائفية.
تلتزم الثورة السورية باحترام حقوق الإنسان التي يحث عليها ديننا الحنيف.
رفض سياسة النظام باستهداف المدنيين بمختلف الأسلحة بما في ذلك السلاح الكيماوي ونؤكد على التزامنا بتحييد المدنيين عن دائرة الصراع وعدم امتلاكنا أو استخدامنا لأسلحة الدمار الشامل.
كل ما يسترد من النظام هو ملك للشعب السوري، تستخدمه القوى الثورية لتحقيق مطالب الشعب بإسقاط النظام.
أن جل أهداف هذه الحركة هو السعي لإسقاط النظام بكل وسيلة ممكنة , وبناءً على ذلك فقد وجب وجود أعضاء وقادة على قدر المسؤولية استطاعوا من خلال بطولاتهم تحقيق انتصارات كبيرة وتحقيق أصابات مباشرة في صفوف جيش النظام الأسدي القمعي الذين استطاعوا خلال الفترة الماضية من
السيطرة على العديد من الأماكن وتحقيق الكثير من الخسائر في صفوف العدو القامع خاضت حركة أحرار الشام معركة ضخمة في يناير/كانون الثاني 2013استهدفت من خلالها مطار تفتناز العسكري للمروحيات ، حيث تمكنت كتائب الحركة وبمشاركة من جبهة النصرة ولواء صقور الشام من تحرير مطار تفتناز العسكري بشكل الكامل والسيطرة على ما يحوي من طائرات ومعدات وذخائر، كما شاركت بفعالية مع الجيش الحر ولواء صقور الشام في معارك وادي الضيف في بلدة معرة النعمان بريف ادلب كما أنهم كان لهم دور في أغلب المعارك التي قامت في كافة أرجاء البلاد, و قد كان من هؤلاء القادة
حسان عبود (أبو عبدالله الحموي) : القائد العام لحركة أحرار الشام سجن عدة سنوات في سجن صيدنايا، وأفرج عنه بعد انطلاق الثورة السورية في منتصف عام 2011، كذلك هنالك أبو يزن الشامي: أمير حركة أحرار الشام في حلب سابقاً – عضو مجلس شورى الجبهة الإسلامية ، كان نائب الحموي، ومن أبرز الشرعيين في الحركة ، وكذلك أبو أيمن الحموي: كان عضو مجلس الشورى في الحركة، وقائداً لمعسكر القوة المركزية ومنهم أيضا أبو طلحة الغاب و عبدالملك الشرعي وأبو حمزة أيمن رام حمدان وأبو سارية الشام محي الدين الشامي أبو يوسف بنش، أحمد يوسف بدوي وكذلك أبو الزبير الحموي: قائد لواء الإيمان في حماة لحركة أحرار الشام طلال الأحمد الملقب بتمام الإسلام رئيس الكتب الخارجي لحركة أحرار الشام، كان مهندساً مدنياً حاصلاً على دراسات عليا بو الخير طعوم: الشهيد أبو عمر الحموي (نور الدين عبود) وغيرهم عديدين من أعضاء الحركة الذين تم اغتيالهم في عملية هي الأكبر من نوعها أثر اجتماعهم في مقر بقرية رام حمدان في ريف ادلب الشمالي وذلك من خلال تفجير عبوة سامة أودة بحياتهم جميعاً, أن هذه العميلة بكل تأكيد تدل على اختراق كبير في صفوف الحركة ولكن من قد يكون المسؤول عن هذا الاغتيال مع نفي الدولة الاسلامية إقدامها على هذا العمل بعد الاتهامات التي توجهت إليها عن مسؤوليتها عن هذا العمل , وقد يكون النظام هو من قام بهذه العملية بهدف التخلص قدر الامكان من الفئات التي تقوم ضده وحصر الصراع بأقل فئات ممكنة , وقد يكون هذا العمر امتداد لمخطط عالمي تقوده اميركا يهدف إلى القضاء على الفئات الاسلامية من جهة وزرع الفتنة والخلاف بين الفصائل من جهة أخرى بهدف خلق اضطراب داخلي وبالتالي يسهل أمر دخولها إلى المنطقة فمثل هذا الاغتيال الجماعي لابد أنه عمل مخطط له ومدبر بشكل مدروس , وحتما لم ينتهي مسلسل الاغتيال هنا بل انه سوف يمتد على أن يتم تصفية كل من تشعر الدول الكبرى انه سيشكل عائق امام مشروعها الاستعماري .
ومع ذلك فأن الشعب الذي بدأ الثورة لن يثنيه أي شيء عن التراجع عنها ,وهو ماضٍ بها في سبيل التخلص من النظام القمعي .
فها هي الحركة تقوم على فورها بتعيين قادة جدد خلفاً للقادة الذين تم اغتيالهم فالثورة ليست هي ثورة اشخاص بل هي ثورة مبادئ وكفاح من أجل تحقيق هذه المبادئ والوصول إلى الهدف المنشود بتطهير البلاد من الظلم والقمع والاستغلال الذي يقوم به النظام وبإصراره وإيمانه لابد أن يصل لهدفه.