تعد العمليات العسكرية الروسية ضد أوكرانيا، تجلياً واضحاً، لإعادة طموح روسيا في القرن الحالي، ورسم حدودها القديمة، وسط سياسة أمريكية سلبية، وغياب رد حازم من أوربا.
كشف المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، في تقرير له مؤخراً، إصرار روسيا الأخير والذي وصفه “بالعجيب” من الابتعاد عن الحرب، في حربها ضد أوكرانيا، إظهاراً لـ”الصحوة” التي أثارها بوتين منذ توليه الحكم عام 2000، والعمل على التحول من دولة مهددَّة إلى قوة عظمى من جديد، تعبيراً في رسالته التي وجهها في أواخر عام1999، وحملت عنوان “روسيا على العتبة الألفية الجديدة”.
وبين التقرير، إلى ترجمة فعلية على أرض الواقع لطموح بوتين، عندما تدخل في جورجيا عام 2008، بزعم الدفاع عن منطقتي أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا، ودعم انفصالهما، كخطوة أولى.
ثم جاء ضم شبه جزيرة القرم، ودعم الانفصاليين في أوكرانيا عام 2014، مع تحذيرات موسكو القوة العظمى “حلف شمال الأطلسي” والاتحاد الأوروبي، من الاقتراب من محيطها الحيوي في الدويلات المفككة سابقاً من جسم الاتحاد السوفيتي.
وتجاوز غرور بوتين، ليعلن مساعدة النظام السوري، مستغلاً حالة ضعفه، ومحاولة إيجاد موطئ قدم له خارج روسيا بشكل شبه دائم على مياه المتوسط.
وأوضح التقرير أن تدخلات بوتين في جوار الحدود الأوربية، وخارجها في الشرق الأوسط، جاءت في استغلال الموقف لصالح روسيا، بعد انعدام ردً حاسم من الاتحاد الأوروبي، مع برودة في المواقف السلطة الأمريكية، والتساهل مع سياسات بوتين.
وكانت روسيا قد طالبت بضمانات وتعهدات من حلف الناتو، بإيقاف نشاطه في أراضي الاتحاد السوفيتي سابقاً، بعد أن شعرت بخطورة الموقف، خلال مباحثاتها الأخيرة مع الغرب، لتقوم بغزو أوكرانيا، مع غياب الأفق حول نهاية الحرب لصالح أي طرف.
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع